بغداد- العراق اليوم: استعاد مطار بغداد الدولي هيبته ومكانته بعد سنوات طويلة من المعاناة التي جعلته أقرب إلى ثكنة عسكرية منه إلى بوابة حضارية تليق بالعاصمة العراقية.
الخطوة الجريئة التي اتخذها رئيس مجلس الوزراء، المهندس محمد شياع السوداني، وضعت حداً لمشكلة أزلية عانى منها العراقيون، حيث كانت البيروقراطية المعقدة تخنق المسافرين وتعطل الحركة وتجعل من تجربة السفر عبئاً نفسياً ومادياً ثقيلاً.
في الماضي، لم يكن مطار بغداد يوحي بالطمأنينة، بل كان الداخل إليه يشعر كأنه في منطقة توتر أمني أو في معسكر مغلق.
القلق والتوجس كانا رفيقي المسافر من لحظة الوصول إلى بوابات التفتيش وحتى صعود الطائرة، ولا يخفّ هذا التوتر إلا عند الإقلاع، أو إذا كان المسافر عائداً ووطأت قدماه ساحة "عباس بن فرناس".
وعلاوة على هذا الجو المشحون، كان المطار يُعرف أيضاً بكونه "بوابة استنزاف الجيوب"، عبر خدمات تكسي المطار أو وسائط النقل التي كانت تخضع في كثير من الأحيان لممارسات غير منظمة، أو تخضع لسلطات فرعية تتقاسم الأرباح وتزيد التكاليف على المواطن البسيط.
أما جودة الخدمات داخل المطار، فحدث ولا حرج.
قبل نحو عامين، كان كثير من العراقيين يخجلون من استقبال ضيوف أجانب في مطار بغداد، بسبب تدني مستوى النظافة، وغياب الخدمات الأساسية، وتعامل بعض الكوادر بطريقة فظة تعكس حالة من الفوضى والارتباك الإداري.
لكن اليوم، وبعد تدخل مباشر من رئيس الوزراء السوداني، تغير المشهد كلياً.
تحول جذري
السوداني قاد عملية تأهيل شاملة للمطار شملت جوانب متعددة، منها إعادة تنظيم البوابات والدخول والخروج بما يسمح بسهولة الحركة للمسافرين والمستقبلين، و إلغاء الحلقات البيروقراطية التي كانت تعرقل إجراءات السفر وتطيل مدة الانتظار، وتحديث شامل للبنى التحتية، من الصالات إلى المدرجات، ومن خدمات النظافة إلى الأنظمة الإلكترونية الحديثة، وكذلك رفع مستوى النظافة العامة وتوفير بيئة مريحة للمسافرين، فضلا عن تقليل الزخم والإجراءات المعقدة عند التفتيش والتسجيل، وأيضاً إدخال طائرات حديثة مزودة بخدمات فندقية متطورة، و توسيع الصالات وزيادة طاقتها الاستيعابية،و فتح المطار أمام المواطنين بشكل أوسع دون الحواجز السابقة التي كانت تمنع الوصول بسهولة. عودة الثقة للمواطن
هذه الإجراءات، وفق مراقبين في قطاع الطيران، ليست فقط تحسينات تجميلية، بل تُعد قفزة نوعية في تاريخ مطار بغداد، الذي بدأ يُشبه المطارات العالمية من حيث الشكل والمضمون. المواطن العراقي، الذي اعتاد طويلاً على المعاناة، استعاد ثقته بالمطار كمؤسسة خدمية محترمة وفعالة.
وفي خطوة تؤكد أن هذه التطورات ليست مؤقتة أو شكلية، أعلن رئيس مجلس الوزراء محمد شياع السوداني أن الحكومة تخطط لتوسيع مطار بغداد الدولي ليستوعب أكثر من 15 مليون مسافر سنوياً، وهو رقم ضخم يضع المطار ضمن قائمة المطارات الإقليمية الرائدة.
شهادات من المواطنين والمسافرين
علي عبد الأمير، أحد المسافرين العائدين من بيروت، يقول، "تفاجأت حقاً، شعرت أنني وصلت إلى مطار جديد، الإجراءات سهلة، النظافة ممتازة، لا وجود للفوضى القديمة. هذا ما كنا نحلم به منذ سنوات." أما السيدة هدى جبار، التي كانت تودع ابنها المسافر إلى تركيا، فتقول، "لم يُطلب مني أي تصريح دخول، لم أتعرض للتفتيش المهين الذي اعتدنا عليه سابقاً، حتى رجال الأمن كانوا متعاونين ومبتسمين."
*
اضافة التعليق