بغداد- العراق اليوم: بينما تتجه الأنظار نحو الاستحقاق الانتخابي المقبل في العراق، بدأ رئيس الوزراء محمد شياع السوداني في جني ثمار نهجه العملي والمباشر، حيث يشهد الشارع العراقي التفافاً واسعاً حوله، انعكس بوضوح في ارتفاع مؤشرات تأييده الشعبي، ما جعله رقماً صعباً في المعادلة الانتخابية، وزعيماً مختلفاً في عصر طالما طغت فيه الشعارات الإنشائية على العمل الحقيقي. تشير استطلاعات ميدانية ومؤشرات الرأي العام في عدد من المحافظات العراقية، لاسيما في الجنوب والوسط، إلى تنامي الثقة الشعبية بالسوداني، ليس فقط بصفته رئيساً للحكومة، بل بوصفه رجل دولة استطاع أن يبرهن بالأرقام والإنجازات أنه مختلف عن أسلافه. في حديث خاص، أوضح الباحث في الشأن العراقي، الدكتور أحمد عبد الكريم، أكد أن "السوداني اختار طريقاً شاقاً لكنه مثمر، ابتعد عن الدعاية السياسية الكلاسيكية واعتمد خطاباً إنجازياً مدعوماً بإحصائيات ومشاريع واقعية، وهو ما لمس المواطن البسيط آثاره بشكل مباشر."
ومع اقتراب موعد الانتخابات، بدأت التحالفات السياسية تعيد حساباتها أمام ما يُوصف بأنه "صعود صامت لكن مؤثر" لمحمد شياع السوداني، الذي بات يُنظر إليه كمرشح قوي، ليس فقط من حيث الكاريزما أو النفوذ السياسي، بل أيضاً نتيجة رصيده التنفيذي على الأرض. المراقبون يؤكدون أن السوداني، الذي لم يعلن صراحةً عن نواياه الترشحية، بات يمتلك أرضية جماهيرية متماسكة، قوامها المواطنون الذين لمسوا تحسناً في قطاعات حيوية مثل الكهرباء، وشبكات الرعاية الاجتماعية، والبطاقة التموينية، ومشاريع البنى التحتية. الائتلاف الذي يرأسه السوداني، ويحمل اسم "ائتلاف الاعمار والتنمية"، يتحرك بهدوء ولكن بثقة داخل أروقة المحافظات العراقية. ويصفه بعض المحللين بأنه "الحصان الأسود" في الانتخابات المقبلة، حيث يضم وجوهاً جديدة ذات خلفيات تنفيذية وإدارية، بعيدة عن الشخصيات التقليدية التي ملّ منها الناخب العراقي. في هذا السياق، قال المحلل السياسي علي الزبيدي، "ائتلاف السوداني ليس تحالف مصالح لحظي كما اعتادت السياسة العراقية، بل هو جبهة تتشكل حول مشروع حكومي أثبت نجاحه النسبي، وهذا وحده كفيل بمنحه دفعة كبيرة في صناديق الاقتراع." يتميّز السوداني بكونه أول رئيس وزراء عراقي في حقبة ما بعد 2003 يتبنى خطاباً رقمياً، يقدم فيه مؤشرات وإنجازات ملموسة عوضاً عن الوعود الفضفاضة. فبينما لا يزال البعض يتحدث عن "اللحمة الوطنية" و"الصف الواحد"، يخرج السوداني ليتحدث بلغة الأرقام: نسب إنجاز متقدمة في مشاريع ماء ومجاري وكهرباء في مناطق طالما عانت من التهميش.
تقدم ملموس في تنفيذ موازنات المحافظات، وتفعيل مشاريع تنموية واقتصادية.
هذا النهج أحدث صدمة إيجابية لدى الشارع، وجعل المواطن يعيد تقييم مفهوم "الزعامة" السياسية في العراق. فالسوداني لم يقدِّم خطباً طويلة في الساحات، بل قدَّم وثائق إنجازات، ولم يكتفِ بانتقاد الماضي، بل انشغل ببناء الحاضر.
*
اضافة التعليق