بغداد- العراق اليوم:
توصلت دراسة حديثة إلى وجود ارتباط بين المعدلات الضريبية في الولايات المتحدة ومعدلات الوفيات الناجمة عن السرطان. وقيّم فريق من الباحثين من عدة جامعات، بما في ذلك جامعة ولاية أوهايو وجامعة إيموري في أتلانتا وجامعة فيرونا في إيطاليا، تأثير العائدات الضريبية على توفير خدمات الكشف المبكر عن السرطان، ما قد يؤثر في الوقاية وتقليل الوفيات نتيجة لهذا المرض.
ووجدت الدراسة أن الزيادة في العائدات الضريبية قد تؤدي إلى تقليل معدل الوفيات الناجمة عن السرطان.
وتبين أن كل زيادة قدرها 1000 دولار في العائدات الضريبية السنوية للفرد أدت إلى انخفاض معدل الوفيات بالسرطان بنسبة تصل إلى 4%، حيث سجلت الولايات التي تفرض ضرائب مرتفعة، مثل نيويورك وكونيتيكت ونيوجيرسي، بعضا من أدنى معدلات الوفيات بالسرطان في الولايات المتحدة، بينما سجلت الولايات ذات الضرائب المنخفضة، مثل ميسيسيبي وتينيسي وكنتاكي، معدلات أعلى للوفيات.
وربط الباحثون هذه النتائج بتوفير الولايات ذات الضرائب المرتفعة لخدمات فحص واختبارات للكشف عن السرطان في مراحله المبكرة. فعلى سبيل المثال، كل زيادة قدرها 1000 دولار من عائدات الضرائب ارتبطت بزيادة في معدلات فحص السرطان بنسبة تصل إلى 2%. ومع ذلك، سجلت ولاية يوتا أدنى معدل وفيات بالسرطان بين الولايات الأمريكية، على الرغم من كونها من بين الولايات التي تسجل أقل معدلات ضريبية. ويُعزى ذلك جزئيا إلى انخفاض انتشار التبغ والكحول، بالإضافة إلى نمط الحياة المتدين في الولاية.
وأوضحت الدراسة أن زيادة الضرائب قد تمول برامج صحية حكومية، مثل مواقع فحص متنقلة ودعم تكلفة النقل إلى مواقع الفحص وتقديم حوافز مالية للفحص.
واستنادا إلى هذه النتائج، يعتقد الباحثون أن تصميم أنظمة ضريبية ترتكز على عائدات ضريبية مرتفعة يمكن أن يكون جزءا من الحل لتحسين نتائج مكافحة السرطان وتقليل الفوارق في الرعاية الصحية للمرضى في الولايات المتحدة.
ومع ذلك، أشارت الدراسة إلى أن هذه العلاقة لم تكن متساوية بين جميع الفئات السكانية؛ فلم تلاحظ فروق ملحوظة في وفيات السرطان لدى الأقليات رغم الزيادات الضريبية، ما يشير إلى أن الفوائد الصحية الناتجة عن هذه العائدات قد لا تصل بشكل كاف إلى المجموعات الأقل تمثيلا، ما يسلط الضوء على استمرار التفاوت في الوصول إلى خدمات الفحص والرعاية.
كما تظهر الدراسة ارتباطا وليس علاقة سببية مباشرة، ما يعد من أبرز القيود المنهجية التي يجب أخذها بعين الاعتبار عند تفسير النتائج.
يذكر أن الدراسة قد راجعت بيانات من مكتب الإحصاء الأمريكي ومعهد الضرائب والسياسة الاقتصادية، وقامت بتحليل معدلات الوفيات بالسرطان من عام 1991 إلى 2021، إضافة إلى بيانات فحص السرطان بين عامي 2020 و2022.
نشرت الدراسة في مجلة JAMA Network Open.
*
اضافة التعليق