العثور على أغرب نظام كوكبي.. كوكب يدور حول نجمين بطريقة لم يسبق رؤيتها

بغداد- العراق اليوم:

رصد العلماء نظاما كوكبيا غريبا يضم كوكبا يدور حول نجمين من الأقزام البنية، في ترتيب فريد لم يسبق له مثيل في تاريخ رصد الكواكب خارج المجموعة الشمسية.

وهذا النظام الغريب، الذي يحمل اسم 2M1510 (AB) b، يقع على بعد نحو 120 سنة ضوئية من الأرض في اتجاه كوكبة الميزان، ويمثل لغزا حقيقيا أمام علماء الفلك.

وما يجعل هذا الاكتشاف استثنائيا هو أن الكوكب الجديد يتبع مدارا غريبا يميل بزاوية قائمة تقريبا (بزاوية 90 درجة) حول ثنائي الأقزام البنية، وهو ترتيب مداري لم يسبق رصده من قبل.

لكن الغرابة لا تتوقف عند هذا الحد، فالنجمان اللذان يدور حولهما الكوكب هما من الأقزام البنية، تلك الأجسام السماوية الغامضة التي توصف بـ"النجوم الفاشلة" لأنها لم تكتسب كتلة كافية لبدء تفاعلات الاندماج النووي في نواتها، ما يجعلها أشبه بنجوم لم تكتمل.

وجاء هذا الاكتشاف بمحض الصدفة نتيجة تحليل دقيق لحركة ثنائي الأقزام البنية التي تم رصدهما سابقا.

ولاحظ العلماء منذ سنوات، أن أحدهما يحجب الآخر جزئيا من منظور الأرض، كما في ظاهرة الكسوف. كما أن التحليل الجديد لحركتهما أظهر تغيرا طفيفا في موقعهما، وهو أمر غير متوقع إذا كان القزمان يدوران حول بعضهما بعضا فقط، دون وجود طرف ثالث.

وباستخدام مطياف UVES المثبت على التلسكوب الكبير جدا (VLT) في تشيلي، وبعد دراسة متأنية، استنتج الفريق أن هذه التغيرات لا يمكن تفسيرها إلا بوجود كوكب يدور حول النجمين في مدار قطبي (أو شبه عمودي)، وهو مسار غريب يدور فيه الكوكب بشكل عمودي تقريبا على مستوى دوران النجمين، ما يجعل حركة الكوكب تبدو وكأنها تدور حول "قطبي" النظام النجمي.

وصرح توماس بايكروفت، قائد فريق البحث من جامعة برمنغهام، بأن هذا الاكتشاف يمثل حدثا فريدا من نوعه، حيث أن وجود كوكب يدور في مدار قطبي حول ثنائي من الأقزام البنية هو أمر يتجاوز كل التوقعات الفلكية السابقة. وأضاف أن هذا النظام هو فقط الثاني من نوعه الذي يتم اكتشافه.

وتابع: "الكواكب التي تدور حول نجمين كانت مجرد خيال علمي قبل عقود، والآن نكتشف أنها أكثر غرابة مما تخيلنا".

ويعتقد العلماء أن هذا الاكتشاف المثير سيفتح آفاقا جديدة في فهمهم لتشكل الأنظمة الكوكبية وتطورها، خاصة تلك التي تحتوي على أقزام بنية. كما أنه يطرح أسئلة جديدة حول إمكانية وجود أنظمة كوكبية غريبة أخرى في الكون تختلف جذريا عن نظامنا الشمسي المألوف.

نشرت نتائج هذه الدراسة المفصلة في مجلة Science Advances.

علق هنا