أما نحن .. فلن نقبل ( اعتذارك )  يا علاوي !!

بغداد- العراق اليوم:

افتتاحية جريدة الحقيقة 

فالح حسون الدراجي

تلقى سكرتير الحزب الشيوعي العراقي رائد فهمي قبل اربعة أيام، رسالة ( اعتذار ) من أياد علاوي، يبرر فيها إساءته بحق الحزب الشيوعي العراقي وتاريخه النضالي، ويسوغ فيها لمحاولته النيل من مواقف هذا الحزب الوطني عبر استعراض عضلاته البعثية الدموية، وانتحال بطولات وهمية هو وحزبه العفلقي بعيدين تماماً عنها.. 

لقد أراد أياد علاوي عبر هذه الرسالة أن يخفف من ردود أفعال قواعد الحزب الشيوعي الشعبية الغاضبة جداً،  والمتوترة جداً ضده وضد عنجهيته وصلفه البرجوازي، وأن يمتص عبر هذه الرسالة ما يمكن ( امتصاصه) من ردود أفعال الشارع التقدمي، تلك الردود التي ترجمتها صفحات التواصل الاجتماعي المختلفة وما حملته من كتابات وتعليقات شديدة، بما في ذلك صفحات الأشخاص الذين صوتوا لعلاوي في يوم من الأيام، إضافة لبعض الگروبات والروابط المدنية التي كانت تعتقد ( خطأ ) أن علاوي رجل مدني جداً، و (ديمقراطي) يمكن الوثوق بشخصيّته الديمقراطية !!

لكن علاوي فشل في أن يكون على غير ما هو عليه، أي في أن يكون شخصاً مهذباً، و(جنتلماناً)، ومدنياً، وسياسياً يؤمن بالاعتذار والتواضع واحترام معتقد ومتبنيات الآخر .. إذ أثبت بهذه الرسالة المزدحمة بكلمات الغرور و( الأنا ) المريضة، وصور التفوق (الفاشوشي)، أن ما تفوه به في خطبته السخيفة التي القاها في مؤتمر إعلان التجمع المدني العراقي المنعقد في بغداد في الأسبوع الماضي، نابع من قناعته الحقيقية، وإيمانه وثوابته المتجذرة في اعماقه الشريرة، وفي أعماق البعثيين الذين رافقوه وعاصروه منذ خمسينيات القرن الماضي حتى موت البعث ودفنه يوم التاسع من نيسان عام 2003 ..  

لقد حاول علاوي أن يظهر فعلاً في هذه الرسالة الاعتذارية أنه شخص ودود ولطيف، يفهم في ثقافة الاعتذار والاختلاف، لكن الأمر لم يكن سهلاً عليه قط، لذلك فشل في تقمص هذا الدور الغريب والصعب على شخص تعود على لعب الدور الإجرامي الواحد، فهذا الرجل المتشبع بثقافة القتل والدم العفلقية لا يمكنه معرفة لغة الاعتذار والجمال، ولا يحيد قطعاً التعامل بأبجدية الود والسلام والوئام، أليس القاعدة تقول: " إن فاقد الشيء لا يعطيه"؟! .. وعلاوي فاقد لهذا (الشيء ) تماماً ..

إن أياد علاوي وكل من سار في خطه العقائدي، ومن تثقف على أفكار البعث الانقلابية، وتربى على قيم المبادئ الفاشية وتلطخت يداه بدماء العراقيين في شباط الحرس القومي عام 1963، لا يستطيع أبداً أن يكون ديمقراطياً ومسالماً مهما مرت عليه السنين وتغيرت الأيام والأحوال .. 

وأنا هنا لا أخفي دهشتي واستغرابي من الوقاحة والقبح والصلافة العجيبة التي ظهر بها هذا الرجل في مؤتمره الفاشل ذاك، إذ كيف يمكن لإنسان عراقي - والعراقي معروف بقيم الضيافة واحترام الضيف وتكريمه- أن يسيء لمجموعة هو دعاها بنفسه لتجمعه، ويجرح مشاعر شخص حل ضيفاً على مؤتمره، مهماً كان هذا الشخص مختلفاً معه ؟!

نعم، هذا ما فعله علاوي بكلمته في حضور المناضل الوطني والقائد الشيوعي رائد فهمي.. وللقارئ الكريم أن يتخيل شكل الحرج الذي صار فيه رائد فهمي، والموقف الذي وضعه فيه هذا البعثي الخرف الذي لم يحترم ضيوفه، ولم يع أحجام هؤلاء الضيوف، رغم أن علاوي - وأنا متأكد من ذلك - يعرف جيداً من هو رائد فهمي، ويعرف أهميته، ووزنه السياسي والثقافي والأكاديمي والمعرفي، لكن كراهيته وحقده البعثيين، أعما عينه وقلبه عن رؤية أهمية وحجم رائد فهمي..!

لقد حاول علاوي أن يسيء للحزب الشيوعي العراقي بكلمته السخيفة تلك، دون أدنى حياء، رغم حضور سكرتير الحزب الشيوعي كما قلنا..

 وطبعاً فأنا أجزم أن لرائد فهمي من الشجاعة والجرأة والملكة الخطابية ما يكفي لأن يخرس علاوي، ويرد الصاع صاعين لهذا الخرف الذي لم يعد (يدري) شيئاً، إلا أن أخلاق فهمي، ومستواه العلمي والأكاديمي العالي وثقل موقعه الحزبي والوطني، فضلاً عن حجمه المعنوي الكبير، يمنعه من النزول إلى المستوى الضحل والواطئ الذي يقف فيه علاوي ..

إن رسالة الاعتذار التي بعثها أياد علاوي للمناضل رائد فهمي لا تعني لنا شيئاً نحن عوائل ضحايا بعث علاوي وصدام وعلي السعدي وعماش وبقية العصابة البعثية الفاشية.. لأن أخوتنا وآباءنا وأبناءنا الذين استشهدوا على يد بعث علاوي وعصابته، لن يرضوا بهذه الرسالة التي حملت من الإساءات ما حملته خطبة علاوي السيئة ذاتها، إن لم تحمل أكثر منها .. وباعتباري شقيق الشهيد الشيوعي خيون حسون الدراجي، أحد ضحايا البعث العفلقي، فإني أطلب من قيادة الحزب الشيوعي المحترمة رفض هذه الرسالة، او الطلب من علاوي إلقاء هذه الرسالة  بلسانه، وفي مؤتمر عام، تحضره كل الشخصيات الحاضرة في ذاك المؤتمر، وأمام جميع القنوات الفضائية التي غطت كلمته المخزية تلك..

رسالة اعتذار أياد للرفيق رائد فهمي

الشهيد الشيوعي خيون حسون الدراجي أحد ضحايا حزب البعث العفلقي

علق هنا