مستشار الأمن القومي العراقي: التماسك المجتمعي وتحركات حكومية جريئة رسخت الأمن في العراق

بغداد- العراق اليوم:

في لقاء خاص مع قناة "سكاي نيوز عربية"، سلط مستشار الأمن القومي العراقي،  قاسم الأعرجي، الضوء على الإنجازات الأمنية والسياسية للحكومة العراقية، مؤكدًا دور التماسك المجتمعي والإجراءات الاستراتيجية في تحقيق الأمن والاستقرار. وجاءت تصريحاته كالتالي:

التماسك المجتمعي واستقرار العراق

أكد الأعرجي أن تغير الخطاب الداخلي في العراق وتعزيز التماسك المجتمعي كان لهما الأثر الأكبر في تحقيق الاستقرار الأمني الكامل، مشيرًا إلى أن القوات الأمنية العراقية وأجهزتها الاستخباراتية تواصل مطاردة فلول تنظيم داعش الإرهابي في الكهوف والجبال، ما أدى إلى تراجع كبير في خطر التنظيم.

معالجة ملف مخيم الهول السوري

وأوضح الأعرجي أن الحكومة العراقية اتخذت قرارًا جريئًا عام 2021 لإعادة العائلات العراقية من مخيم الهول السوري. تم نقل 2860 عائلة إلى مخيم الجدعة "الأمل"، حيث خضعوا لبرامج إعادة تأهيل نفسي ومجتمعي بالتعاون مع منظمات دولية. كما تم إعادة 2300 عائلة إلى مناطق سكناهم السابقة في 7 محافظات عراقية بعد استكمال التأهيل.

وأضاف أن الحكومة العراقية نجحت في إدارة هذا الملف المعقد، وتواصل التنسيق لإعادة 16 ألف مواطن عراقي من المخيم. وفي الوقت ذاته، شدد على أن عدم تفاعل بعض الدول العربية والأجنبية مع قضية رعاياها في المخيم يشكل خطرًا على الأمن الدولي.

التحديات في شرق سوريا

حذر الأعرجي من حدوث فراغ أمني محتمل إذا انسحبت القوات الأمريكية فجأة من شرق سوريا، مما قد يؤدي إلى هروب الإرهابيين من مخيم الهول والسجون الأخرى التي تسيطر عليها قوات سوريا الديمقراطية. ووصف هذه الأماكن بـ"القنبلة الموقوتة"، داعيًا المجتمع الدولي للتعاون لسحب رعاياهم الموجودين هناك.

التعامل مع عناصر داعش

كشف الأعرجي أن العراق تسلم منذ عام 2021 نحو 2800 داعشي عراقي من قوات سوريا الديمقراطية، وتم التحقيق معهم ومحاكمتهم وفقًا للقوانين العراقية. وأشار إلى أن التحالف الدولي قدم دعمًا كبيرًا للعراق في مواجهة داعش، وأنه من المقرر انسحاب آخر جندي من قوات التحالف نهاية سبتمبر 2026.

العلاقات العراقية الأمريكية

أوضح الأعرجي أن العلاقات العراقية الأمريكية لا تتأثر بتغير الحكومات في بغداد أو الإدارة الأمريكية، نظرًا لوجود اتفاقية الإطار الاستراتيجي التي تشمل مختلف الجوانب. وأكد أن العراق يعمل بشكل متوازن على الحفاظ على سيادته وعدم التدخل في شؤونه الداخلية.

ملف الحشد الشعبي وحصر السلاح

أكد الأعرجي أن الحشد الشعبي مؤسسة عراقية وطنية أنشئت بقرار من البرلمان عام 2016، وأن الحديث عن حله "لا قيمة له". كما أشار إلى أن الحكومة تعمل على حصر السلاح بيد الدولة وضمان وحدة القرار الأمني.

العلاقات الإقليمية والدولية

أشاد الأعرجي بدور العراق المحوري في الوساطة بين الدول المتخاصمة، مشددًا على استثمار العلاقات الجيدة مع إيران والولايات المتحدة لتحقيق الأمن في المنطقة. وأضاف أن العراق يحرص على تأمين حدوده مع سوريا ومعالجة وجود حزب العمال الكردستاني لضمان عدم تحويل أراضيه إلى منطلق للاعتداء على دول الجوار.

تحدث الأعرجي عن احترام العراق لإرادة الشعب السوري وضرورة الحفاظ على وحدة أراضي سوريا. كما كشف عن جهود عراقية استمرت لأكثر من 6 أشهر للوساطة بين تركيا والنظام السوري السابق، لكنها فشلت بسبب المطالب التعجيزية من الجانب السوري.

اختتم الأعرجي حديثه بالتأكيد على أن الحكومة العراقية تعمل بخطوات دقيقة لضمان استقرار البلاد، مع مواصلة التنسيق مع المجتمع الدولي لمواجهة التحديات الأمنية والسياسية التي تهدد المنطقة والعالم.

علق هنا