بغداد- العراق اليوم:
وسام الخـــزعلـــي
في الذكرى السنوية لانتفاضة تشرين، لا يسعنا إلا أن نتوقف أمام تجربةٍ سياسية واجتماعية عميقة غيّرت مسار العراق الحديث. 25 /10/ 2019 لم تكن مجرد انتفاضة ضد الفساد وسوء الإدارة، بل هيدتعبير عن غضب شعبي متراكم وطموح لإحداث تحول جذري في النظام السياسي. انطلقت الاحتجاجات بعفوية، لكنها سرعان ما تجذّرت وأصبحت مطلبًا شاملاً للتغيير الجذري، كاشفةً عن أزمة ثقة بين الشارع والنخبة الحاكمة، وعدم استجابة الحكومة لمطالب الشعب.
خلال السنوات الماضية، كانت هناك محاولات لاحتواء هذه الحركة الشعبية أو تحوير مطالبها، إلا أن روح تشرين لا تزال حاضرة ومؤثرة في الأوساط السياسية والاجتماعية. إذ أسهمت الانتفاضة في خلق وعي سياسي جديد، وتأسيس لجيلٍ لا يقبل التهاون في حقوقه، ويطالب بالشفافية والمساءلة.
لقد أدرك الشعب العراقي، وخاصة الشباب، أن الديمقراطية لا تقتصر على الانتخابات فقط، بل تتطلب مؤسسات قوية، وسياسات تحقق العدالة الاجتماعية والاقتصادية. كما أن التجربة أظهرت أن لا سبيل للسلام والتنمية دون مواجهة الفساد وإحداث إصلاحات حقيقية في النظام السياسي، بما يضمن تحقيق سيادة القانون واستقلالية القضاء.
مع اقترابنا من الذكرى السنوية، يتوجب على القوى السياسية أن تستخلص العبر من تشرين، وأن تدرك أن التجاهل أو التسويف لن يؤديا إلا إلى تعميق الأزمة، وأن المستقبل لا يمكن بناؤه إلا على أسس العدالة والإصلاح والاعتراف بحقوق المواطنين كافة.
*
اضافة التعليق