بغداد- العراق اليوم:
تسعى هيئة النزاهة في العراق إلى تعزيز قيم النزاهة والشفافية، ليس فقط من خلال ملاحقة قضايا الفساد ومحاسبة المتورطين فيها، بل أيضاً من خلال جهود التوعية والتثقيف المستمرة التي تهدف إلى بناء مجتمع مدرك لأهمية هذه القيم في الحفاظ على المال العام وتعزيز ثقافة المساءلة.
تعتبر حملات التوعية والتثقيف التي تقوم بها الهيئة جزءاً محورياً من استراتيجيتها لمكافحة الفساد. إذ تركز هذه الحملات على نشر الوعي القانوني بين الموظفين الحكوميين والمواطنين على حد سواء، حول مخاطر الفساد وآثاره السلبية على التنمية الاقتصادية والاجتماعية.
وتشمل هذه الجهود تنظيم ورش عمل، وندوات تدريبية، وحملات إعلامية تستهدف تسليط الضوء على أهمية النزاهة والشفافية في القطاعين العام والخاص.
كما تلعب مؤسسات الدولة دوراً مهماً في دعم جهود هيئة النزاهة، من خلال تقديم الدعم اللوجستي والمشاركة الفعالة في تنفيذ برامج التوعية. تعمل مؤسسات مثل وزارة التربية ووزارة التعليم العالي على إدراج مفاهيم النزاهة ومكافحة الفساد في المناهج الدراسية، بهدف ترسيخ هذه القيم لدى الأجيال الصاعدة. وتُعد الجامعات العراقية إحدى أهم ،الحلقات في هذا الإطار، حيث تُنظم فعاليات توعوية للطلاب لتثقيفهم حول أدوارهم المستقبلية في بناء مجتمع خالٍ من الفساد.
بالإضافة إلى ذلك، يلعب الإعلام دوراً حيوياً في تعزيز هذه الجهود. إذ يساهم من خلال نشر التقارير والتحقيقات الصحفية في زيادة وعي المواطنين حول قضايا الفساد والتحديات التي تواجه هيئة النزاهة في مكافحتها. كما يعمل الإعلام على نقل الحقائق والمعلومات بموضوعية، مما يساعد في تعزيز الثقة بين المجتمع والهيئة.
وتحرص هيئة النزاهة أيضاً على التعاون مع منظمات المجتمع المدني، حيث تقوم بتنظيم شراكات مع تلك المنظمات لتنفيذ حملات توعوية تستهدف مختلف فئات المجتمع، بما في ذلك النساء والشباب والأطفال. هذا التعاون يساعد في نشر ثقافة النزاهة والشفافية في المجتمع، ويعزز من فرص مكافحة الفساد بشكل أكثر فاعلية.
في المحصلة، فإن جهود هيئة النزاهة في التوعية تعتبر جزءاً لا يتجزأ من منظومة مكافحة الفساد. فالتوعية والتثقيف يمثلان خط الدفاع الأول في الوقاية من الفساد، ويشكلان الأساس لبناء مجتمع عراقي يقوم على قيم النزاهة والشفافية، مما يساهم في تحقيق تنمية مستدامة تستفيد منها جميع فئات المجتمع.
*
اضافة التعليق