ماذا يحدث لجسم الإنسان إن سافر سائحاً في الفضاء؟

بغداد- العراق اليوم:

قد لا أكون نيل آرمسترونغ ولا يوري غاغارين، ولا أمل لي في أن أكون رائد فضاء في المستقبل، ولكن...! صارت تجربة السفر إلى الفضاء لأغراض ترفيهية متاحةً لي ولأمثالي ممن يحبون المغامرات، بعدما صارت حقيقة تجارية في القرن الحادي والعشرين. 

اقتصرت أولى رحلات السياحة الفضائية على من يموّلون هذه المغامرات، يسافرون على متن "سويوز" الروسية إلى محطة الفضاء الدولية (ISS) في العقد الأول من القرن الحادي والعشرين، وكان أولهم الأميركي دينيس تيتو، الذي كلّفته نزهته الفضائية 20 مليون دولار في عام 2001.

لنقل إن هذا المبلغ الطائل متوفر، وسافرت أياماً بعيداً من هذا الكوكب... فهل يستطيع جسدي تحمّل هذا الانتقال شبه الكوني، علماً أن رواد الفضاء يخضعون لاختبارات لا تُعدّ ولا تُحصى قبل إرسالهم في المكوك أو في أي سفينة فضائية أخرى؟ 

أتى الجواب من دراسة نشرتها وكالة "أسوشيتد برس"، نقلاً عن مجلة "نيتشر" العلمية، تقول إن السياح الفضائيين يتعرّضون لبعض التغيّرات الجسمية نفسها التي يواجهها رواد الفضاء الذين يمضون شهورًا في المدار. شملت هذه الدراسة أربعة سياح فضائيين أظهرت النتائج تكيّفهم مع انعدام الجاذبية والإشعاع الفضائي بشكل ملموس حتى عادوا إلى الأرض. 

قامت الدراسة على تحليل عينات من الدم واللعاب والجلد، جُمعت من السياح الأربعة خلال رحلتهم على متن مركبة "سبيس إكس إنسبيريشن 4" الفضائية، أظهرت تحولات كبيرة في الخلايا وتأثيرات في مناعتهم. وعلى الرغم من التحولات الواسعة التي أظهرتها الدراسة، فإنها عادت إلى استقرارها الطبيعي بعد عودتهم إلى الأرض، وهذا ما طمأن الباحثين إلى "آنية" الأضرار التي تصيب الجسم البشري خلال الرحلات الفضائية القصيرة.

تعزز هذه النتائج الحاجة إلى مواصلة الاستكشاف والبحث في تأثير الفضاء على صحة الإنسان، ما يساهم في تطوير تقنيات جديدة لضمان سلامة البشر خلال رحلاتهم الفضائية المستقبلية. 

تشير الدراسات أيضًا إلى أن السفر الفضائي القصير قد يوفّر فرصًا لمزيد من البحوث الطبية والعلمية التي قد تساهم في تطوير علاجات جديدة للأمراض والإصابات على الأرض، ما يعزز الحاجة إلى تعزيز الاستثمار في هذا المجال المهمّ للمستقبل.

أخيراً، تعدّ السياحة الفضائية خطوة مثيرة نحو المستقبل، لكنها تتطلّب مراعاة التأثيرات الصحية الكبيرة التي يمكن أن تصيب السياح. فالفهم العميق لهذه التأثيرات وتطوير التدابير الوقائية يمكن أن يساهما في جعل هذه الرحلات أكثر أمانًا ومتعة للجميع.

 

علق هنا