بغداد- العراق اليوم:
ثمة سؤال يدور في دواخلنا ونفوسنا، مفاده ومحتواه هو: لماذا نكره بسام الراوي؟ هل لأنه اقصى منتخبنا من بطولة امم اسيا؟ أم لأنه تجنس بالجنسية القطرية التي يمقتها الكثير منا؟ أم ان في الأمر سبباً غيرهما؟ والجواب برأيي يكمن في غير سببي التجنس والهدف الذي سجله في مرمى منتخبنا، فأقصينا به.. لذلك ادعوكم الى قراءة وتفحص ما سيرد هنا للتعرف على جوهر كراهيتنا لهذا الولد العاق : والمشكلة أن البعض يحاول عمدًا أو جهلاً أن يجزأ المفاهيم، والاخلاق، ويعنون تحت شتى الأوصاف، ويسوق تحت مختلف التبريرات افعالاً لا تنطبق عليها مسميات أو اوصاف، سوى تلك الحقيقة التي تليق بها، فلا يمكن أن تسمي من يحتفل بهزيمة بلده بشكل مبالغ فيه، سوى أنه خائن، ومتنكر للقيم الوطنية والاخلاقية، ولا يمكن ان تبرر لمن يفرح لحزن ابناء جلدتهِ، سوى أنه منزوع الاحساس الوطني والانتماء الى تلك الجماعة، وذلك الشعب. ومناسبة هذا الحديث، ما يثار منذ ثلاثة ايام ضد مواطن عراقي، تنكر لمواطنته، ورضي ان يمثل مصالح دولة أخرى، لقاء ثمن بخس بدراهم معدودات، وسيزهد به من اشتراه، فهو لايصلح الا لمهمة الخيانة لا غير، ومن يشتري هولاء الخونة، لن يأمن شرهم يومًا وسيبيعهم بأرخص من الثمن الذي دفعه لقاء شرائهم ! بسام هشام علي، الذي تكنى فجأة "بالراوي" حين لعب في قطر، وليس بإسم والده هشام، أو جده " علي"، والسبب معروف وواضح لا يخفى على لبيب! فقد اراد الولد ارسال "مسج خاص" للقطريين عبر كنايته بالراوي، مستغلاً اسم مدينة راوة العراقية الكريمة الأصيلة، لأغراض خبيثة وغير اصيلة، وبالمناسبة فبسام هشام علي، هو اللاعب الوحيد في قطر وغير قطر، الذي يشطب اسم والده، واسم جده، او اسم عائلته، وعشيرته، او بلاده، من السجلات الكروية، ويستخدم اسم مدينته ! والغريب ان بسام الذي يحمل لقب الراوي، قد تنكر لمدينة راوة، وشعب راوة، و منتخب بلاد راوة، " ! فهذا الصبي لا يمثل مدينة راوه الطيبة، ولا محافظة الانبار الكريمة، انما هو بعض من طيف أرتضى أن يخون تربة وطن، عفره الرجال بالدماء، ودفع العراقيون البواسل "بسنتهم وشيعتهم وكردهم" ثمنًا لبقاء عراقهم عزيزًا منتصرًا في كل ميادين الحياة، فيما اراد هذا الـ "بسام" الدعي، أن يثبت، أن بيع الولاء الوطني، وإستبدال هويته العراقية بهوية أخرى، يمكن أن يكون جسراً لوصوله الى مجد زائف، وياله من مجد وضيع، ذلك الذي يبنى على حساب أهله وشعبه ووطنه! أعرف تماماً أن مثل هذا اللاعب المتهور لا يعي أبجديات الوطنية، ولا يعرف معنى أن يكون عراقيًا، ومعنى أن يتنكر لبلاده، لكني أشير الى أن ثمة خلطاً قد ساهمت به ردود الافعال الغاضبة، فهذا اللاعب فنيًا، أقل من لاعب عادي جدًا، ولا يستحق كل هذه " الخبيصة"، فهو مجرد مدافع بسيط، فقير مهارياً، وضعيف بنيوياً، لا يتوفر فيه أدنى شرط من شروط الكبار، اتت به آلة المال القطري لتجنسه مع مئات الرياضيين الاجانب، وتضعه مثل كلب مسعور في مواجهة منتخب بلاده، ويمكن أثبات ذلك من خلال العودة الى أرشيف سير المباراة، وملاحظة ما فعله به مهاجمو منتخبنا الوطني، الذين حولوه الى "شارع" بالمصطلح الشعبي الدراج، وكيف أنهُ تحول الى مجرد راكض في مربع الفريق القطري خلف خطوط المهاجمين العراقيين، يركل هذا اللاعب، ويدفع ذاك، ولولا غبن السيد الحكم الذي تولى قيادة المبارة، وخطأه الواضح – لو افترضنا انه خطأ بريء- لكان منتخبنا قد تحصل على ضربة جزاء مستحقة، جراء قيام بسام الراوي بسحب المهاجم العراقي المندفع مهند "ميمي"، ثم القيام بضربه بساقه من الخلف، واسقاطه في منطقة الجزاء القطرية، لكن التحيز الواضح للحكم، وغياب الرؤية الواضحة ساهم في ضياع هذا الحق العراقي، بشهادة محلل التحكيم في قنوات "البي ان سبورت" القطرية، جمال الشريف، الذي اقر بصحة ضربة الجزاء، جراء مخالفة بسام واعاقته لمهند اعاقة مائة في المائة! كما أن بسام هذا، لم يكن مؤثراً في مجريات اللعب طوال 90 دقيقة، فقد كان اللاعبون العراقيون عموماً يصولون ويجولون في منطقة بسام، دون ان يتمكن من ايقافهم، ولولا خطأ لعين غير مبرر من مدافعينا، وغفلة مستغربة من حامي هدف منتخبنا لما تمكن بسام بضربته الهزيلة هذه من هز شباكنا، واجزم ان بسام او غيره، ما كان سيسجل هدفاً واحداً، لو تكررت هذه الضربة "الخنيثة "مائة مرة على نفس حامي هدفنا، ولكن الحظ والأقدار ساهما في دخول الكرة، وخسارة فريقنا، وهو الامر الذي دفع الصبي بسام الى ان يحتفل بتلك الطريقة المقززة التي جرحت شعور كل عراقي وهو يرى أن هناك من يضع هدفًا ضد بلده، ويحتفل بهذه الطريقة الغريبة، وكأنه سجل هدفاً في مرمى اسرائيل، وليس في مرمى بلده، وبلد آبائه واجداده! ان احتفال بسام بهدفه ضد العراق، سابقة خطيرة في التقاليد، والأخلاق الرياضية، فقد كنا ومازلنا نرى، كيف يرفض مئات اللاعبين في ملاعب العالم، الاحتفال بتسجيلهم هدفاً ضد فريق ناديهم القديم، فهم يحترمون مشاعر لاعبي وجمهور ذلك النادي، رغم انهم لاعبون محترفون يلعبون كل يوم في نادي، فما بالك حين يكون الهدف القاتل الذي تسجله في مرمى منتخب بلادك، وبلاد ابيك، وامك واخوانك؟! ثم تحتفل بهذه الطريقة الاستفزازية اللئيمة التي ليس لها أي تبرير، سوى سوء التربية، وهزالة الخلق .. قد يعتقد البعض اننا ضد تجنس بسام بالجنسية القطرية، أو ضد مشاركته مع المنتخب القطري ! قطعاً لا، فهذه الامور شان شخصي محض، وهناك الكثير من اللاعبين الذين تجنسوا بجنسية ثانية ولعبوا لمنتخبات بلدانهم الجديدة، ففي منتخب قطر نفسه هناك ثمانية لاعبين مجنسين غير بسام، منحتهم قطر جنسيتها من اجل ان يلعبوا لها في بطولة آسيا الحالية، لكن هؤلاء اللاعبين وغيرهم من المجنسين في مختلف بلدان العالم لم يفعلوا مثل ما فعله هذا الصبي الدعي الاهوج، فإحتفاله القصدي المبالغ فيه، وتقبيله شعار قطر الذي يحمله على صدره، وتعامله غير المؤدب مع اللاعبين العراقيين اثناء المباراة وبعدها، وطريقة كلامه الهجينة المضحكة في اللقاء التلفزيوني القصير الذي اجرته معه القناة الناقلة بعد المباراة مباشرة، وهو يلفظ اسمي قطر والعراق باللهجة القطرية، مثل المنتخب (الغطري والعراكي)، وهو بهذا يريد ان يقول بأنه قطري وليس عراقياً، وبإمكان القارئ ان يذهب الى فيديوهات "اليوتوب" والتأكد بنفسه مما نقول، علماً أن بسام لم يأت الى قطر الا قبل اربع أو خمس سنوات لا غير ، فمتى صار قطرياً، بحيث يلفظ حرف القاف " غين" ؟! ولعل افضل رد على (لواكة) وهزالة، وبهلوانية بسام الراوي، جاء على لسان فتى قطري حقيقي، وليس "منتحلاً القطرية "، حين قال كلمات بليغة عن الرواي ومن معه من المجنسين بما تستحق أن يتأملها الجميع، فقد قال هذا الفتى القطري، وقد سمعه العالم كله: أن " هولاء لا يمثلون قطر ولا اهلها، وأنه وجماعته لا يستمتعون بلعب هولاء المشترين"!! ان ما فعله الراوي من وضاعة لا تليق الا ان يوضع في متحف الخونة، الذين تأمروا على اوطانهم، وسيكتب التاريخ الرياضي هذه السابقة حتماً. في الختام، اود ان اشير الى اني دهشت جداً، وانا أقرأ تبرير اللاعب السابق هشام علي حول تصرف إبنه الاهوج، بقوله: "لماذا هذه الضجة ضد ولدي بسام، ان من حقه فعل ذلك، فقد سبق لي وإن جلبته بيدي الى مدرب منتخب شباب العراق قبل كم سنة، لكنه رفض ضمه للمنتخب آنذاك، فما هو ذنبه بعد هذا "! بربكم، اليس هذا الأمر مدهشاً بل ومضحكاً .. وهل يمكن ان يصبح كل لاعب لا يتم استدعاءه للمنتخب، عدواً لبلاده؟ ثم هل تظن ان ولدك بمهارة ميسي وكفاءة رونالدو، وقدرات نيمار، فتستغرب لرفض مدرب منتخب الشباب ضمه للمنتخب؟ لا يا عم هشام، لا تظن ذلك، ففي العراق خمسون الف لاعب افضل فنياً ومهارياً من ولدك، وميمي واحد من اللاعبين الذين هم بعمر او اصغر من ولدك، ولك ان تحكم بالحق بين موهبته الفذة ومستواه الذي ادهش العالم، وبين مستوى ولدك" المايع" اما من ناحية الاخلاق، فالأمر قطعاً لا يحتاج لتحكيم، بعد ان اثبت بسام أنه لاعب (ذو أخلاق عالية جداً جداً)
*
اضافة التعليق