اكاديميو ومثقفو العراق يوجهون رسالة خاصة لرئيس التيار الصدري مقتدى الصدر

بغداد- العراق اليوم:

وجهت نخب ثقافية وفكرية عراقية رسالة خاصة إلى رئيس التيار الصدري مقتدى الصدر، دعت فيه للتدخل العاجل لمنع انعقاد مجلس النواب مجدداً والتصويت على حكومة يشكلها الأطار التنسيقي مع القوى السياسية السنية والكردية، مؤكدةً في رسالة بعثتها له عبر وسائل الإعلام المختلفة ان الأوضاع تتجه للتعقيد، وان على الصدر التدخل الحاسم في هذه اللحظة المفصلية.

وفيما يلي نص الرسالة التي وردت لـ ( العراق اليوم):

السيد مقتدى محمد الصدر حفظه الله 

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته 

في هذه الساعات الحرجة والحاسمة من تاريخ بلدنا، يضع العراقيون أيديهم على ضمائرهم، ويترقبون ما تخطط له فئات لم يمنحها الشعب توكيلاً، ولم يسبغ عليها شرعية، ولم يضع في عهدتها عهداً، أو يمنحها بيعة صريحة واضحة، يخططون للقفز على الحكم في توافقية محاصصاتية انتهازية، سبق أن وصفها سماحتكم مراراً بالمقيتة، وأطلقت على من ينتهجها بالفاسد والتبعي.

وكان صريح عباراتك وقويم رأيك يصنع بيننا، نحن المثقفون والاكاديميون ونخب التيار المدني، مشتركات وطنية رفيعة، فكنا والتيار في خندق الحفاظ على العراق. وفي محطات كثيرة وكبيرة كنا نختلف بالتفاصيل، ونلتقي بالآفاق التي يمثلها الحس الوطني.

من هنا، ومن موقع مسؤوليتنا الثقافية والوطنية، نناشد سماحتكم باتخاذ القرار التاريخي الصعب، ونحن نقدر رغبتكم الشخصية بالابتعاد عن العملية السياسية، غير أننا مضطرون لمخاطبتكم باسم روحكم الوطنية، وكانت سيرة آل الصدر تجسيد لحقيقة أن الوطنية وصيغ التعبير عنها، ليسا أمرين سياسيين بالضرورة، بل هما في جوهر كل العقائد السماوية والوضعية. 

فها نحن وانتم والوطن في طريق واحد، لا عذر لنا أمام أنفسنا وأمام الله وأمام تاريخ آبائنا ومستقبل أحفادنا، إن تركنا السفينة دون أشرعتها الوطنية، وبوصلتها العراقية، وقباطنتها الذين ليس لديهم بعد الله سوى هذه الأرض، هذا الوطن. 

فغداً، إذا زالت الغشاوة عن أعين القضاة، وقرروا وفقاً لمبادئ القانون وجوهر فلسفة الديمقراطية، إعادة نواب الكتلة الصدرية، فننتظر من هؤلاء النواب، الذين كانوا طيلة عشرين عاماً درعاً لحماية الوطنية العراقية، أن يحتلوا تحت رعايتكم، مقاعدهم فوراً ممثلين لملايين المجروحين والمكلومين من فقراء هذا البلد، لكي يكونوا صوت الذين جرحت كراماتهم وكسرت خواطرهم.

أما في حال واصل القضاء استخفافه بمقدرات البلاد ومخاطر الاستحواذ عليها، وبنصوص القانون وروحه وجوهره، وتلاعب بمضمونها خدمة للتبعية والفاسدين الحالمين بالعودة وخطف العراق وإنهاء الإصلاح الوطني، فحينها سيكون للوطن صوتٌ تردد صداه الافئدة والقلوب. 

سماحة السيد مقتدى الصدر

يقترب العراق، خلال الساعات القليلة المقبلة، من لحظة مفصلية عسيرة من تاريخه، والفراغ الذي تركه انسحاب كتلتكم بدأ يتحول إلى فرصة لأحزاب التبعية والفاسدين وفصائلها، إذ يحاصرون الإصلاح الوطني في الداخل والخارج، ويدرك الرأي العام العراقي أن القيادة الصدرية ليست ممن يترك الفراغ لمثل هؤلاء. 

تقبل منا سماحتكم كل معاني التقدير. 

مجموعة من مثقفي وأكاديميي العراق.

علق هنا