هل أشرف الكاظمي والأعرجي على حوار سعودي – أيراني في بغداد؟، وماذا يقصد (الصحاف) بالدبلوماسية المُبادرة؟

بغداد- العراق اليوم:

منذُ اليوم الأول لتشكيل حكومته الانتقالية، شمرَ رئيس الوزراء مصطفى الكاظمي عن ساعديه، لأجل نقل الملفات التي كان يضطلع بها في جهاز المخابرات الوطني العراقي، في تعزيز مسارات التفاهم الدولي والإقليمي، وتعزيز مكانة العراق السياسية والدبلوماسية، واستعادته لدوره المؤثر في رسم المشهد السياسي الإقليمي، حيث انتقل الرجل ليدير ملف الدبلوماسية العراقية، من تلك الأروقة السرية الى شبه العلن، وأصبح العراق منذ اشهر بؤرة استقطاب دولية، وملتقى الحوارات الرفيعة، واصبحت بغداد نقطة التقاء مشتركة لبحث ملفات هامة تخص أمن المنطقة واستقرارها.

رئيس الوزراء مصطفى الكاظمي قالها في أكثر من مناسبة، أنه" سيمضي الى أي مكان يجد فيه مصلحة العراق، ولن يتردد عن قيادة أي مبادرة من شأنها أن تجنب العراق المزيد من الاحتقانات والتداخلات المؤذية، وسيعمل بكل طاقته في سبيل خفض التوترات واعادة المياه للقنوات السياسية بدلاً من سماع قعقعة السلاح التي كانت ستجر المنطقة الى حرب لا تبقي ولا تذر، لن يكون العراق بأي حال بمعزل عنها.

اليوم تكشف مصادر سياسية مطلعة لـ( العراق اليوم) أن " جهود رئيس مجلس الوزراء تكاد تحقق أول اختراق للواقع المتأزم، وقد تسفر جهوده عن حلحلة المشاكل الإقليمية، وسيكون للعراق القدح المعلى في إدارة هذا الحوار الشامل".

وتشير المصادر الى أن " الأسابيع الماضية شهدت حراكًا دبلوماسيًا هامًا، وقد أسفر عن لقاءات ايرانية – سعودية برعاية عراقية، وبأشرف مستشارية الأمن الوطني العراقي، حيث يتولى رئيسها قاسم الأعرجي ملفات تنسيقية، ويدير حوارات مكثفة تضع العراق ومصلحته وأمنه واستقراره في المقدمة، وكان للعراق دور محوري في تقديم رؤية مختلفة في ملف التقارب الشامل في المنطقة، وانهاء ملفات عالقة كما في اليمن او سوريا او لبنان او غيرها".

ولفتت الى أن " هذا الدور الدبلوماسي العراقي، يأتي من موقع سيادي، وقد يخطف العراق دور سلطنة عُمان التي كانت توصف بأنها المكان الآمن للدبلوماسية الهادئة".

وزارة الخارجيَّة  العراقية لم تنفِ او تؤكد حصول  اللقاءات المشتركة، الا أنها أكدت، أن أمن المنطقة واستقرارها ينعكسان على العراق، فيما أشارت إلى أن حضور العراق في المشهد أصبح في موقع المبادرة والبناء.

وقال المتحدث باسم الخارجية أحمد الصحَّاف، إن "الدبلوماسيّة المُبادِرة منهجٌ كرَّسنا له، وهي ليست خياراً بل مسارٌ يعزز مصالح العراق"، مضيفاً أن "وزارة الخارجيَّة تعمل بدأبٍ عالٍ لتعزيز المبادرات الجماعيَّة لتعزيز أمن واستقرار المنطقة".

وأشار إلى أن "التوازن في السياسة الخارجيَّة يتيح لنا إشادة مصالح استراتيجيّة، لإعادة الدور الريادي للعراق"، مبيناً أن "تنويع البوابات الاقتصادية للعراق عِبْرَ حشدِ جهودِ سفاراتنا وبعثاتنا في الخارج وبمتابعة الدوائر ذات الاختصاص في مركز الوزارة يثمر نتائج تنسيقية عالية المستوى".

وأوضح الصحَّاف أنه "رغم جائحة كورونا التي عصفت بالعالم، إلَّا إن العراق أكّد أنه نقطةُ جذبٍ والتقاءٍ وتنسيقٍ للمواقف"، لافتاً إلى أن "اِفتتاح بعض السفارات الأوروبيَّة في بغداد بعد اِنقطاع سنين، شاهدٌ على اِستقرار العراق والتزام الحكومة بتوفير الأمن للبعثات".

ونوَّه بأن "جهود وزارة الخارجية كانت ولاتزال اِستثنائية جداً في توفير الدعم لمواجهة جائحة كورونا"، مؤكداً أن "الشراكات الاستراتيجية المتعددة تضع مصالح العراق وفق المقاسات الدستورية وبما يحقق مصالح الدولة والمجتمع معاً.

وتابع الصحَّاف أن "أمن المنطقة واستقرارها ينعكس على العراق، وحضورنا في المشهد أصبح في موقع المبادرة والبناء على مصادر قوّة وطنيَّة خالصة".

علق هنا