مصادر خاصة تكشف لـ (العراق اليوم) عن عزم علاوي سحب ترشيحه والصدريون يهددون من يقف بوجه حكومته المرتقبة

بغداد- العراق اليوم:

حتى مع إعلان التيار الصدري، اكبر الفصائل السياسية الشيعية في العراق، عن عدم تبنيه ترشيح محمد توفيق علاوي لإدارة الحكومة المؤقتة والتي ستعد لانتخابات نيابية مُبكرة في البلاد، بعد تفجر موجة غضب شعبي غير مسبوقة في البلاد اعقاب انتخابات 2018 التي شابتها الكثير من شبهات التزوير والتلاعب، حتى مع هذا النفي من التيار، الا أن كل المعلومات المؤكدة، تشير الى إن "صفقة اللحظة الأخيرة" هي التي جاءت بعلاوي الى هذا الموقع، بعد أن توافق زعيم تحالف البناء (تحالف سياسي شيعي وسني مقرب من إيران) هادي العامري والذي يُدير تقريباً هيئة الحشد الشعبي، مع زعيم التيار الصدري مقتدى الصدر المُقيم في مدينة قُم الإيرانية، حيث تشير المصادر الى أن " التكليف المُشترك تم بعد وساطة طويلة وصعبة قادها حزب الله اللبناني بوساطة مسؤول الملف العراقي فيه الشيخ محمد كوثراني".

وتلفت المصادر التي تحدثت لـ ( العراق اليوم)، أن " الترشيح تم في اللحظات الأخيرة، لاسيما وأن الصدر ومعه الحكيم وحيدر العبادي والمالكي كانوا متفقين تقريباً على ترشيح مصطفى الكاظمي رئيس جهاز المخابرات العراقي، الا ان هذا الاتفاق نُقض في اللحظة الأخيرة ليصار الى تكليف علاوي".

المصادر اشارت الى أن " علاوي يواجه رفضاً شيعياً مشتركاً من ثلاث جهات سياسية شيعية مؤثرة، وهي ائتلاف النصر بقيادة حيدر العبادي، وتيار الحكمة بقيادة عمار الحكيم، وائتلاف دولة القانون بقيادة نوري المالكي، وان هذا الرفض يترجم بقوة في الساحات المنتفضة التي صعدت من أساليب احتجاجاتها في محافظات وسط وجنوب العراق".

ولفتت المصادر، الى أن " علاوي قد يلجأ الى سحب نفسه من الترشيح لهذا المنصب، لاسيما وأن انسدادات واضحة بدت في طريقه، مع رفض الكتل السنية والكردية التنازل عن حصصها في حكومته المرتقبة، وأيضاً حالة التراجع التي بدت واضحة لدى الصدر منذ سحبه القبعات الزرق، وأيضاً محاولاته التنصل من ترشيح علاوي على الرغم من التأييد الواضح له من قبل مستشاره العسكري كاظم العيساوي ( ابو دعاء) الذي بدأ حركة مكوكية في محافظات جنوب العراق في محاولة لتطويق حالة الرفض الشاملة التي تواجه ترشيح علاوي".

فقد خرج الصدريون بتهديدات عنيفة طالت رئيس الحكومة المكلف، في استعراض للقوة والترهيب.

وأطلق “المعاون الجهادي” لمقتدى الصدر، تهديدا قال فيه “سنقلب العراق جحيمًا ونسقطه (رئيس الوزراء المكلف) في ثلاثة أيام”، في رسالة بأن الصدريين هم من يتحكمون بشؤون البلاد وقرارها السياسي.

العيساوي الذي كان يتحدث أمام صحفيين محليين، ونقلت وكالة الصحافة الفرنسية تصريحاته قال “إن التيار الصدري لن يشترك في الحكومة بأي شكل من الأشكال”.

العيساوي وجه تحذيرا للبرلمان أيضا قائلا “إذا تمت عرقلة حكومة علاوي فسنطوق (المنطقة) الخضراء”، التي تحوي مقار الحكومة والرئاسات والبرلمان، ومقار سفارات عدة.

وتابع “غصبا عنهم سيقبلون”.

وقال كاظم العيساوي، “إذا سمع السيد مقتدى أنه (علاوي) أعطى لجهة، بالذات الفصائل (الشيعية)، وزارة، فسيقلب عليه العراق جحيما ويسقطه في ثلاثة أيام”.

وشدد على أن التيار الصدري لن يكون جزءا من الحكومة العتيدة بأي شكل من الأشكال.

وفي إطار استباق فشل مهمة علاوي في التشكيل الوزاري المرتقب، اكد النائب عن كتلة الحكمة حسن خلاطي ، ان اي ضغط على رئيس الوزراء المكلف محمد توفيق علاوي سيجبره على التوجه نحو الاعلام والشارع لفضح المطالبين بالمناصب.

وقال خلاطي في تصريح " انه "لاطريق امام رئيس الوزراء المكلف محمد توفيق علاوي الا النجاح في تشكيل الكابينة الوزارية الجديدة" بحسب قوله.

واضاف انه "يجب مراعاة المكونات خلال تشكيل الحكومة الجديدة دون تمييز بين طرف واخر وان اي ضغط على علاوي سيتجه الى الاعلام والشارع لفضح المطالبين بالمناصب".

وتابع ان "علاوي ينتظر الكتل السنية والكردية لتقديم اسماء المرشحين المستقلين وان مهام الحكومة المقبلة هو اجراء الانتخابات المبكرة بالدرجة الاولى".

علق هنا