لماذا تبرأ الفياض بسرعة من المشاركة في اقتحام سفارة واشنطن في بغداد ؟!

بغداد- العراق اليوم:

بعد ساعات من بث صور لوجوده في التظاهرات الاحتجاجية المنددة بقصف القوات الامريكية لقواعد تابعة للحشد الشعبي العراقي، نفى مستشار الأمن الوطني العراقي فالح الفياض، تواجده في هذه التظاهرات مؤكداً عبر بيان نشره موقعه الرسمي، أنه لم يشارك في هذه الفعالية!، وأنه حضر مراسم التشييع فقط.

هذا النفي الذي حاول الفياض ان يسوقه اعلامياً، يأتي بعد أن أخذت الصور التي بثتها وكالات اعلامية عالمية، والتي تظهره بالإضافة الى نائب رئيس هيئة الحشد الشعبي ابو مهدي المهندس، ورئيس تحالف البناء هادي العامري وزعيم عصائب اهل الحق الشيخ قيس الخزعلي، مدى واسع الانتشار، وحظيت بإهتمام اعلامي ملفت، حيث تصدر خبر اقتحام مبنى السفارة الأكبر لواشنطن في الشرق الأوسط، عناوين الصحف والوكالات، فلمَ عاد الفياض لينفي الأمر، وكأن هذه المشاركة تهمة خطيرة، وهل يعد هذا التنصل عن المشاركة بهذه الفعالية، تنازلاً منه عن مجد يدعي التشرف فيه، حيث أن المشاركة في هذه الفعالية تأتي ضد المحتل، وأن الحشد الشعبي بكل قواه يقف هذا الموقف، فهل يتخلى رئيسه عن هذا الفعل، وهل سيشكل تنصله وإنسحابه السريع ادانة لعملية محاصرة السفارة واستنكاراً منه لما جرى؟

ثم لماذا فعل الفياض ذلك، أهو الخوف من التلويح الأمريكي بالعقوبات الصارمة ضد المشاركين، وهل يخشى السيد الفياض- الذي يرأس هيئة الحشد الشعبي - من أن تطاله يد الغضب الأمريكي، فبادر الى اعلان البراءة التي لا نظن أنها ستقنع واشنطن التي تصنف الآن كل قادة الحشد في خانة الجانب المعادي لها، وتريد الإجهاز عليه، مدفوعةً بتصورات مسبقة، فلمَ هذا الموقف المتراجع والغريب من الفياض ؟

البعض يرى أن الفياض يحاول ان يمسك العصا من المنتصف بين الامريكي والايراني، فهو من جهة مشارك في عملية الإحتجاج، لكن لحدود التشييع الرسمي، ومن جهة غير مشارك في عملية السفارة، فهل سيقنع هذا الحديث حلفاء السيد الفياض الأثنين، وهل يقدر على الاحتفاظ بهذه الخطوط مفتوحة ومتصلة في وقت تقطعت فيه كل خطوط الصلة تحت ضغط الدماء التي سالت وملأت اودية القائم النائية؟.

مهما كانت الأجوبة، فإنها لن تلغي فكرة أن الفياض وقع في حالين، أحلاهما مر، بل أمر من الحنظل !

علق هنا