بغداد- العراق اليوم:
كتب محرر "العراق اليوم" : ليس من باب الخصومة السياسية، ولا من موقع العداء المسبق، بل من باب التحذير الصريح والحرص على ما تبقى من هيبة الدولة وكرامة المكون الشيعي، نكتب هذه الكلمات اليوم. فحين تتكرر الاخطاء، وتعاد التجارب الفاشلة بذات العناوين والاسماء، يُصبح الصمت خيانة، والمجاملة تواطئاً، والسكوت شراكة في الانهيار.
اليوم، وللاسف الشديد، تتجسد في بعض اطراف الإطار كل الصفات غير المرغوب فيها، التي اوصلت البلاد الى هذا المنحدر الخطير: الأنا المتضخمة، الحسابات الضيقة، الغرائز السياسية، وجشع السلطة الذي يعمي البصيرة قبل البصر. أولئك الذين يرفعون راية المظلومية الشيعية صباحاً، لا يترددون مساء في طعن هذه المظلومية ذاتها، حين تتعارض مع مصالحهم او تهدد بعض امتيازاتهم. لقد تحول الحديث عن حقوق الشيعة الى غطاء لتمرير صفقات وتسويات مشبوهة وتحالفات لا علاقة لها بالدين ولا بالوطن، بل تقوم على القرابة والمصاهرة والمصالح المتبادلة.
وهكذا تهدر الدماء السياسية والاجتماعية للشيعة مرة اخرى، كما أهدرت سابقا، تحت عناوين براقة لا تصمد امام اول اختبار حقيقي.
ان ما يجري اليوم ليس سوى اعادة إنتاج لفشل مجرب. فإختيار الضعيف، لا لشيء الا لأنه لا يشكل خطراً على مراكز النفوذ، ولا يمتلك إرادة القرار، ولا يجرؤ على المواجهة. فمثلاً رئيس وزراء لا يستطيع حماية نفسه، كيف سيحمي دولة؟
أهذا هو خياركم؟ أهذا ما تبقى من مشروعكم السياسي؟ رجل بلا كتلة، بلا سند شعبي، بلا موقف، يقدم على انه الحل؟ إنكم بهذا المسار لا تخذلون الشعب فحسب، بل تطعنون المكون الشيعي في الصميم. وتفرطون بحقه في قيادة قوية عادلة شجاعة، وتقدمون له نموذجاً هزيلا لا يملك سوى توقيع البيانات والهروب عند اول اختبار مواجهة حقيقية ..
فحين تنفجر الازمات، تتباكون أمام الكاميرات وتذرفون دموع التماسيح، بينما الفاتورة تدفع من دم الناس وكرامتهم ومستقبل ابنائهم، لا من ارصدتكم ولا من حساباتكم قطعا .
ايها السادة.. ان ما تفعلونه اليوم ليس سياسة، بل مقامرة خطرة بمصير بلد وشعب ضحية. وما تخططون له ليس توافقا، بل انقلاب على إرادة الشارع، وعلى حق الناس في اختيار من يمثلهم بقوة ونزاهة.
لقد طفح الكيل، ولم يعد الشارع الذي صبر طويلا، قادراً على الإحتمال. وساحة التحرير التي عرفتموها سابقا، قد تعود هذه المرة بوجه مختلف، اكثر غضبا، واقل تسامحاً، واشد قسوة على من تلاعب بمصيرها.
احذروا، فالناس لم تعد تخاف. والغضب يتراكم. واللحظة التي تظنونها بعيدة قد تكون اقرب مما تتصورون.
الا هل من يسمع؟ الا هل من يتعظ قبل فوات الاوان؟ فوالله، ان هذه المرة اخطر من كل ما سبق، واقسى على من يظن ان السلطة تدار بالصفقات لا بالشرعية، وبالضعفاء لا بالاقوياء الامناء. وحين يأتي الطوفان، لن ينفع الندم، ولا جبل يعصمكم، ولا تاريخ تلوحون به، ولا شعارات ترفعونها بعد ان سقطت اقنعتها، والسلام على من اتعظ قبل ان يجرفه التيار.
*
اضافة التعليق
السوداني: التنوع مصدر قوتنا ضد الفتن
حنان الفتلاوي تحذر الإطار التنسيقي من خطورة تكليف رئيس وزراء بلا كتلة تحميه
القوى السنية تقترب من حسم مارثون رئاسة البرلمان
بهاء الاعرجي يكشف تفاصيل الساعات الأخيرة من ترشيح رئيس الوزراء الجديد: الإطار اتفق على شخصيتين فقط
النزاهة تعلن استرداد قرابة 17 مليون دولار وتوقيع 20 مذكرة تعاون دولية
البطريركية الكلدانية توضح حقيقة التسريب الصوتي وتنفي زيارة ساكو إلى إسرائيل