بغداد ليلاً في عهد السوداني.. لمّا ينتصر الأمن وتولد الحياة ..!

بغداد- العراق اليوم:

رأي جريدة الحقيقة 

الذي يمشي في شوارع بغداد ليلاً سيلاحظ مشهداً لم يكن مألوفاً قبل أعوام قليلة.

شوارع مزدحمة بالناس، مطاعم تعج بالعوائل، مقاهٍ مفتوحة حتى ساعات الفجر، منتديات اجتماعية نابضة بالحوار والمناقشة، مدن ملاعب تضج بالحركة والحياة والشباب.

مولات تستقبل روادها بلا خوف ولا قلق.

هذا المشهد من الأمن والأمان يفرض نفسه بقوة، ويصيب زائر بغداد بالدهشة، وما علينا سوى أن نعترف ونتفق حول هذه الحقيقة الساطعة.

ونسأل في الوقت ذاته: كيف لمدينة كانت حتى وقت قريب تصنف ضمن أخطر مدن العالم، وتوصف في الصحافة الأجنبية بمدن الموت، أن تتحول إلى فضاء مفتوح للحياة؟

كيف أصبح من الطبيعي أن ترى أطفالاً يلعبون كرة القدم في شوارع بغداد وساحاتها في الساعة الثالثة فجراً وهم بكامل الأمان ؟

كيف تحولت بغداد إلى مدينة ضوء وحركة، تنافس في حيويتها مدناً وعواصم أوروبية وأمريكية كبرى؟

سؤال المعجزة البغدادية لا يمكن اختصاره بجواب عابر، فالتفسير الدقيق يبدأ من بديهة راسخة، وهي قوة الشعب العراقي وقدرته الإستثنائية على التغلب على الصعاب، والإصرار على الحياة مهماً تعاظمت التحديات.

لكن هذا العامل وحده لا يكفي دون الشق الآخر من الإجابة، المرتبط بشكل مباشر بأداء الدولة، وحكومة رئيس الوزراء محمد شياع السوداني، التي عملت بمهنية عالية واتقان واضح عبر الأجهزة الأمنية المتعددة، لفرض الاستقرار وبناء منظومة أمنية متماسكة نحمد الله عليها اليوم.

التطور لم يكن شكلياً، بل جوهرياً، فالأجهزة الأمنية لاسيما الاستخباراتية قد شهدت نقلة نوعية واضحة انتقلت فيها من مرحلة رد الفعل إلى العمل الاستباقي وصارت تنفذ ضربات دقيقة لعناصر الارهاب وجماعات التخريب قبل أن تتحرك، وهذا الأمر لم يكن متوافراً في الفترة السابقة.

فقد صرنا نسمع عن تفكيك خلايا نائمة، أو إجهاض عمليات ارهابية واسعة وهي في مهدها، بعد أن كان الأمر لا يتعدى  تفكيك عبوة ناسفة أو إبطال سيارة مفخخة.

إن هذا الفارق الاستباقي والاستخباري وحده يلخص حجم التحول الامني الذي شهدته البلاد في عهد هذه الحكومة النشيطة .

فضلاً عن تحسن واضح في الاداء، وارتفاع في القدرة والكفاءة العسكرية والامنية، وتناغم ملحوظ بين المؤسسات، وقراءة دقيقة للمخاطر.

كل هذه العوامل مجتمعة أعادت بغداد إلى موقعها الطبيعي كمدينة للحياة، وجعلتها بيئة جاذبة للاستثمار السياحي والعقاري، بعد أن كانت طاردة لكل شيء جميل.

بحيث لم يعد الاستقرار حالة مؤقتة، بل بات مسارا يتطور بثبات كل يوم.. 

وصار العراق، وبغداد تحديداً، مقصدا للفنانين والفنانات والمشاهير، ووجهة آمنة للفعاليات الثقافية والاجتماعية.

والسؤال اليوم لم يعد كيف حدثت هذه المعجزة، بل كيف نحافظ عليها؟

الإجابة واضحة وصريحة.

الحفاظ على هذا المكسب يتطلب الاستمرار في دعم حكومة السوداني، ومساندة خطواته في هذا المضمار الحساس، وعدم التراجع عن المنجزات مهما كانت التحديات أو الضغوط.

فالامن ليس ترفاً أبداً، والاستقرار ليس أمراً مسلماً به دائماً.

إنهما نتاج عمل شاق، وتضحيات كبيرة، وخيارات صحيحة يجب حمايتها.

وبغداد التي استعادت ليلها، تستحق أن نحافظ على فجرها.. أليس كذلك يا قادة الإطار التنسيقي ؟!