بغداد- العراق اليوم: واصل رئيس مجلس الوزراء محمد شياع السوداني لقاءاته المكثفة مع كبار المبعوثين الدوليين، حيث استقبل مبعوث الرئيس الاميركي إلى سوريا توم باراك في لقاء عكس بوضوح حجم الثقة الاميركية المتنامية بحكومة السوداني والرهان الدولي على دوره في تعزيز الاستقرار الاقليمي.
اللقاء الذي وصفته اوساط سياسية ودبلوماسية بالمهم والحساس في توقيته ومضامينه تناول ملفات شديدة الاهمية تتعلق بمستقبل المنطقة وفي مقدمتها الوضع في سوريا وسبل منع اي تصعيد جديد قد تنعكس تداعياته على العراق ودول الجوار. كما ناقش الجانبان افاق التعاون المشترك لدعم الاستقرار ودفع المسارات السياسية والدبلوماسية قدماً بعيداً عن منطق الصراع والسلاح.
واكد المكتب الاعلامي لرئيس الوزراء في بيان رسمي ان السوداني شدد خلال اللقاء على اهمية بقاء سوريا ضمن اطار الاستقرار والسيادة الوطنية وعلى ضرورة تكثيف الجهود الاقليمية والدولية لدعم تعافيها الاقتصادي بما ينعكس بشكل مباشر على امن العراق واستقراره. كما تم بحث السبل العملية التي يمكن للعراق من خلالها الاسهام في دعم الامن والازدهار في سوريا خصوصا في ظل الروابط الجغرافية والتاريخية والاجتماعية بين البلدين.
وقد علم ( العراق اليوم) من مصادر قريبة أن المبعوث الاميركي توم باراك عبر بشكل مباشر عن تقدير بلاده للدور الذي يلعبه العراق في هذه المرحلة المفصلية مؤكداً ان بغداد باتت تمثل حجر زاوية في مشاريع الاستقرار الاقليمي وان قيادة محمد شياع السوداني تمثل نموذجاً لحكومة تسعى للموازنة بين المصالح الوطنية والتزاماتها الدولية بعيدا عن الاصطفافات الحادة والمحاور المغلقة.
مشاهد هذا اللقاء لم تكن مجرد بروتوكول دبلوماسي عابر بل جاءت لتؤكد ان العراق وبقيادة السوداني يمسك اليوم بخيوط دقيقة ومعقدة في منطقة تعيش على وقع توترات مزمنة. ومع ذلك يثبت رئيس الوزراء مرة بعد اخرى انه قادر فعلاً على السير فوق هذه الخيوط الرفيعة بثبات رجل الدولة دون ان ينجر الى تجاذبات المحاور او ان يسمح بتحويل العراق الى ساحة لتصفية الحسابات الاقليمية والدولية.
ويبدو واضحاً ان هناك انفتاحاً دبلوماسياً غربياً متزايداً على الحكومة العراقية الحالية التي ينظر اليها بوصفها الخيار الاكثر توازنا وقدرة على تبني سياسات عقلانية تضمن للعراق النأي بنفسه عن اتون الازمات والصراعات. فالدول الكبرى وعلى راسها الولايات المتحدة ترى في حكومة السوداني فرصة حقيقية لاعادة رسم الدور العراقي في المنطقة كقوة استقرار لا كمصدر قلق.
وقد استعرض الجانبان خلال اللقاء وجهات النظر المتبادلة بشان منع اي تصعيد اضافي في المنطقة ودعم المسارات السلمية لحل الخلافات والعمل على وضع الشرق الاوسط على سكة التعاون والتنمية الاقتصادية والاستقرار طويل الامد. وهي رؤية تتقاطع بشكل كبير مع ما طرحه السوداني منذ اليوم الاول لتسلمه منصبه حين اكد ان العراق سيكون جسرا للتفاهم لا ساحة للصراع.
المعطيات السياسية تشير بوضوح الى ان الغرب يتطلع الى عراق يقوده السوداني بعيداً عن السلاح المنفلت والتحالفات المحورية الضيقة وان المجتمع الدولي بات يرى في بغداد شريكا يمكن التعويل عليه في هندسة مرحلة جديدة من العلاقات الاقليمية القائمة على الحوار والمصالح المشتركة.
بهذا اللقاء يضيف السوداني حلقة جديدة الى سلسلة تحركات دبلوماسية ناجحة تعكس تحولا نوعيا في موقع العراق على الخارطة الدولية وتؤكد ان البلاد تسير بخطى مدروسة نحو استعادة دورها كلاعب محوري وصوت عقلاني في منطقة طالما انهكتها الصراعات والانقسامات.
*
اضافة التعليق
الإعمار والتنمية يبحث مع الخنجر التقارب السياسي لتشكيل حكومة جامعة
تمديد الاتفاق النفطي بين بغداد واربيل حتى 2026 والإبقاء على إيرادات كردستان عند 120 مليار دينار
السوداني يستقبل وفد الديمقراطي الكردستاني ويؤكد اهمية التفاهم الوطني لإنجاز الاستحقاقات الدستورية
مستشار حكومي : فجوة السيولة المالية مؤقتة
نائب: ملوحة المياه رفعت نسبة الاصابة بالامراض البيئية في البصرة
الإطار التنسيقي يهرب من النار إلى النار