المجرب يجرب إذا كان صالحاً: السوداني أنموذجاً

بغداد- العراق اليوم:

في منطق التطور البشري، لا يمكن لأي أمة أن تتقدم خطوة واحدة ما لم تعتمد على تجاربها الناجحة وتواصل البناء على الخبرات المتراكمة عبر الزمن. فالبشرية لم تكن لتشهد هذه الطفرات المعرفية والتكنولوجية والحضارية لولا أنها أمسكت بيد الناجحين، ووضعتهم في مواقع صنع القرار، ومنحتهم الفرصة لمراكمة الإنجازات ودفع عجلة التقدم إلى الأمام. 

هذا هو المنطق الطبيعي والواقعي الذي أثبتته مسيرة الأمم، وهو نفسه المنطق الذي يحتاجه العراق هذه الأيام أكثر من أي وقت مضى.

وعند إسقاط هذا المفهوم على الواقع العراقي، تتضح الصورة بجلاء من خلال تجربة رئيس مجلس الوزراء محمد شياع السوداني، الذي قدم نموذجاً عملياً لوطنٍ يمكنه النهوض حين يُعهد بالمسؤولية إلى من أثبت القدرة والإنجاز.

وللإمامة والتاريخ والحق والعدالة، فقد نجح الرجل في ملفات كبرى كانت توصف لعقود بأنها “مستعصية”، بدءاً من قطاع الإعمار والإسكان والبناء، ومروراً بإحياء مشاريع التطوير العقاري، ووصولاً إلى إنجازات مهمة في قطاعات الصحة والزراعة وعقود المياه والطاقة، وما تحقق من قفزات في إنتاج الكهرباء وتحسين الخدمات الأساسية.

ولم تقف النجاحات عند الحد الداخلي؛ إذ تمكن السوداني أيضاً من تعزيز حضور العراق خارجياً عبر تطوير العلاقات الدولية، وإعادة التوازن لدور بغداد إقليمياً وعالمياً.

كما تمكن من إدارة ملفات خدمية شائكة طالما عطلتها الصراعات السياسية والتجاذبات، ليقدم نموذجاً عملياً يمكن البناء عليه لا القفز فوقه أو تعطيله تحت ضغط الحملات الدعائية أو التفسيرات الخاطئة لمقولات تحمل دلالات سامية.

فالمرجعية الدينية العليا، وبوضوح تام، أكدت مراراً أن “المُجرَّب الناجح يُجرب”، وأن الأمة مطالبة بالتمسك بصاحب التجربة الناجحة ومنحه الفرصة لاستكمال مسار الإنجاز، لا أن يُعاقب على نجاحه أو يُقصى تحت وطأة التوظيف السياسي الضيق.

إن السوداني، بحسب قراءة الواقع، مجرَّب صالح وناجح، وقد تحول إلى خيار شعبي واسع يستند إلى إنجازات ملموسة لا إلى شعارات. 

وعلى القوى السياسية، وهي تتجه نحو تشكيل مرحلة جديدة، أن تضع إرادة الشعب ورؤية المرجعية بنصب أعينها، وأن تتعامل مع التجربة بنَفَسٍ مسؤول يضع مصلحة الدولة فوق كل الاعتبارات.

فالنجاح لا يُقصى… بل يُستثمر . والسوداني اليوم يمثل نموذجاً صارخاً لهذه الحقيقة.

لذا  نرجو أن نفكر بالعراق وشعب العراق فحسب، وان يتخلى ( البعض) ولو لمرة واحدة عن ( أطماعه)،  

ويمضي لتجديد الولاية للسوداني من أجل استكمال المشاريع العظيمة التي بدأها.. فالفرصة لن تتكرر دائماً..