رسالة مارك سافايا إلى الحكومة والشعب العراقي ..

بغداد- العراق اليوم:

أياد السماوي 

بادئ ذي بدء وقبل الحديث عن مضمون رسالة المبعوث الأمريكي مارك سافايا إلى الحكومة والشعب العراقي والمحاور الأربعة التي تناولتها هذه الرسالة ، أودّ أن أقول أنّ الرجل ليس كما يظن البعض أنّه مجرّد رجل أعمال ناجح أرتبط بعلاقة صداقة مع الرئيس الأمريكي ترامب .. مارك سافايا في هذه الرسالة التي أعدت قرائتها لعدّة مرات ، أوضح بشكل لا لبس فيه طبيعة المهمة التي جاء من أجلها إلى العراق ، مارك سافايا في هذه الرسالة قد بددّ كلّ الأقاويل التي تحدّثت عن عدم خبرته في السياسية ، الرجل كان واضحا وعلى بينة من أمره .. رسالة سافايا تضمّنت أربعة محاور مهمة ، وهو بهذه الرسالة قد سهلّ على الحكومة العراقية ما تريده الولايات المتحدة من العراق بشكل واضح ومباشر .. 

المحوّر الأول .. تضمّن إشادة واضحة ورضا الإدارة الأمريكية عن حكومة محمد شياع ، حيث وصفت خطوات الحكومة خلال الثلاث سنوات الماضية بالمهمة والتي تسير بالبلد بالطريق الصحيح سياسيا واقتصاديا ، وأنّ العراق في عهد السوداني باشر يرجع كدولة ذات سيادة ، دولة اشتغلت على تقليل التأثيرات الخارجية ولم السلاح بيد الشرعية وفتح أسواقه للشركات العالمية التي ستساعد في إعمار البلد وتطوير بناه التحتية التي وصفها بالهشّة .. بالنسبة لي أعتبر هذه الإشادة بحكومة السوداني وفي عشية الانتخابات النيابية ، بمثابة تأييد حكومة الرئيس ترامب لولاية ثانية للسوداني .. 

المحوّر الثاني .. الذي يتعلّق بوجود الفصائل المسلّحة ، حيث أوضحت الرسالة بوضوح كالشمس في رابعة النهار ، أنّ لا مكان لهذه الجماعات المسلّحة خارج سلطة الدولة ، فالرسالة أعتبرت أنّ استقرار العراق وازدهاره يعتمد على توحيد القوات الأمنية تحت قيادة الحكومة والقائد العام للقوات المسلّحة ، بمعنى حلّ جميع هذه الفصائل ودمجها مع القوات الأمنية الحكومية التي تخضع لقرارات القائد العام للقوات المسلّحة ، وبمعنى أوضح وأدق أنّ لا سلاح خارج سلاح الدولة .. أنا في تقديري أنّ الحكومة والفصائل المسلّحة والأحزاب والقوى السياسية جميعا ستوافق على هذا المطلب الأمريكي ليس من أجل ضمان عدم استهداف العراق والحفاظ على نظامه السياسي القائم ، بل من أجل بقائها وعدم استهدافها من قبل أمريكا وإسرائيل معا .. وإن حدث ذلك فهو عين العقل والمنطق والرشاد ..

المحوّر الثالث .. تناول مصالح الشعب العراقي والمنطقة الأوسع التي ستعتمد بشكل أساس على عراق كامل السيادة خالي من التدّخل الخارجي الذي وصفه بالخبيث وبما فيه إيران ووكلائها ، ويقصد بوكلائها ليس الفصائل المسلّحة فقط ، بل الأحزاب والقوى السياسية والشخصيات القريبة من إيران ، وهذا ما عبرّت عنه إدارة الرئيس ترامب في أكثر من مناسبة قبل مجيء المبعوث الخاص ، بأنّ الإدارة الأمريكية تريد قطع يد إيران في العراق وإنهاء ما أسمته هذه الإدارة بسرقة ثروات الشعب العراقي من قبل إيران .. أنا في تقديري أنّ الحكومة العراقية مطالبة بتوضيح طبيعة العلاقة التاريخية التي تربط الشعبين العراقي والإيراني للإدارة الأمريكية ، والتزام حكومة العراق بمعايير الفيدرالي الأمريكي في تعاملاته التجارية مع إيران .. 

المحوّر الرابع .. هذا المحوّر أوضح دور العراق المحوري في المنطقة والذي يجب أن يأخذ دوره الطبيعي بدعم السلام والأمن والاستقرار في المنطقة ، وهو يقصد بذلك دعم جهود الرئيس الأمريكي لإحلال السلام في المنطقة ، أنا شخصيا أعتقد أنّ إحلال السلام في المنطقة يعتمد على إيقاف العدوان الإسرائيلي على غزّة ودول المنطقة وليس على العراق ، وهذا هو الموقف الرسمي للحكومة العراقية المعلن ..

بشكل عام أعتقد أنّ عوامل نجاح مهمة المبعوث الأمريكي الأمريكي في العراق مارك سافايا ليست صعبة ، ولكنّها بالمقابل ليست سهلة وتحتاج إلى بناء جسور ثقة وتذليل لكافة الصعوبات التي تتعلّق بالعلاقة مع إيران و وجود الفصائل المسلّحة .. توقعاتي الشخصية أنّ مارك سافايا سينجح في مهمته مع الحكومة العراقية ..