بغداد- العراق اليوم:
اياد السماوي لا شّك أنّ الحملات الانتخابية التي تجري في كلّ دول العالم المتقدّم والمتحضر ، هي وسيلة لنقل خطط وبرامج ومواقف الكتل السياسية المتنافسة بشأن القضايا المحليّة والعالمية وعرضها على الجمهور قبيل الانتخابات .. ومن هذا المنطلق تبرز أهميّة هذه الحملات الانتخابية للكتل السياسية المتنافسة ، للتأثير على أكبر عدد من الناخبين ومحاولة إقناعهم بهذه البرامج .. ولعلّ أهم ما يميّز الحملات الانتخابية للمترشحين في الدول المتقدمة المتقدمة أنّ غالبيتهم هؤلاء المترّشحين هم من الشخصيات السياسية والأكاديمية والاقتصادية ، حيث تعتمد هذه الشخصيات في الدعاية الانتخابية على المؤسسات الإعلامية واللقاءات والمناظرات والمؤتمرات الصحفية ، ومن خلال ذلك يتمّ عرض برامجهم الانتخابية بشكل شفاف ضمن برنامج زمني محدد .. أما في دول العالم الخامس ، فإنّ المترّشحين لهذه الانتخابات أغلبهم من الشخصيات العامة وبغض النظر عن الكفاءة والخبرة وأحيانا عدم تمتعها بل الحد الأدنى من الثقافة والوعي ، وجلّ اعتمادهم على الصور الشخصية الكبيرة واللوحات الإعلانية واستخدام المال السياسي بشكل واسع ، وأحيانا عند النساء المترّشحات يعتمدن على العباءة التي يلبسنها ، خصوصا إذا كانت هذه العباءة من النوع الذي يقضّ مضاجع البنتاغون ودوائر صناعة القرار في الولايات المتحدّة الأمريكية.. في العراق الأمر مختلف تماما خصوصا في هذه الانتخابات التي يبدو أنّها ستكون الأعنف والأشرس على الإطلاق ، الانتخابات النيابية في العراق هذه المرّة يبدو أنّها قد دخلت مرحلة التكسير ، فالكتل السياسية التي تناوئ رئيس الوزراء الحالي محمد شياع السوداني قد اعتمدت على أمرين لا ثالث لهما ، تسقيط شخص رئيس الوزراء من خلال إشاعة أكذوبة ( بعثي أبن بعثي و والده ليس شهيدا ) ، والأمر الثاني هو تسفيه كلّ إنجازاته التي قام بها خلال فترة ولايته التي لم تتعدّى الثلاث سنوات ، وتوجيه تهم الفساد وضياع المال العام لهذه الإنجازات .. أمّا بالنسبة لرئيس الوزراء ، فيبدو أنّ القائمين على حملته الانتخابية قد اعتمدوا على إبراز إنجازات السوداني في الإعمار والبناء والتنمية لتكون هي بطاقته للولاية الثانية .. والذي يؤسف له أنّ حملات التسقيط قد أخذت بعدا جديدا غير مألوفا في الانتخابات الماضية ، ومما يؤسف له أيضا أنّ وسائل الإعلام المرئية والمسموعة والمقروءة ، هي الأخرى قد انحدرت في هذا المنحدر الأخلاقي وتناغمت مع هذه الموجة من التسقيط اللا أخلاقي .. ختاما أستطيع القول أنّ التنافس الانتخابي بين الكتل المتنافسة في هذه الانتخابات قد دخل مرحلة تكسير العظام ..
*
اضافة التعليق
النقل تعلن دخول مطار الناصرية مرحلة الانجاز النهائية
ما حقيقة توزيع الحنطة المسمومة؟
التربية تفرض رسوماً على ممتحني الدور الثالث
صوتك بصمة للتغير
العمل تطلق دفعة الاعانات الاجتماعية
التعليم العالي تعفي عميد أحدى الكليات الأهلية بسبب جبايات غير قانونية