ألمانيا.. السجن مدى الحياة لأفغاني قتل شرطياً في تظاهرة مناوئة للإسلام

بغداد- العراق اليوم:

قضت محكمة ألمانية بسجن شاب أفغاني مدى الحياة، بعد إدانته بطعن شرطي حتى الموت وإصابة آخرين، خلال تظاهرة مناهضة للإسلام نظّمتها حركة "باكس أوروبا" في مدينة مانهايم العام الماضي.

وعزت محكمة شتوتغارت حكمها إلى "الخطورة الاستثنائية للفعل"، ما يلغي أي إمكانية للإفراج المبكر عن الشاب (سليمان أ. 26 عاماً)، والذي يُعتبر من مؤيدي تنظيم "داعش".

وسيؤدي إقرار المحكمة بـ"فداحة ذنب المتهم"، إلى جعل إطلاق سراحه من السجن بعد 15 عاماً مستبعداً تقريباً.

واستجاب قضاة المحكمة في حكمهم لطلبات النيابة العامة، حيث كان فريق الدفاع عن المتهم قد طالب بالسجن مدى الحياة له، لكنه لم يطلب إرفاق الحكم بتوصيف "الخطورة الاستثنائية للجريمة".

واعترف الشاب الأفغاني المتهم بارتكاب جريمة قتل وخمس محاولات قتل أخرى، بالأفعال المنسوبة إليه، وقدم في نهاية المحاكمة اعتذاره لذوي الشرطي الذي قُتل في الهجوم.

وأوضح سليمان، أنه "أصبح متطرفاً خلال محادثات عبر منصات التواصل الاجتماعي"، مرجعاً سبب تطرفه إلى "الهجوم الإسرائيلي على حركة حماس في غزة".

وتعود وقائع الحادثة إلى 31 أيار/ مايو 2024، حيث هاجم سليمان في ساحة السوق الرئيسية في مانهايم غرب ألمانيا، عدداً من أعضاء منظمة معادية للإسلام تُعرف باسم "حركة المواطنين باكس أوروبا" BPE، إذ طعن الناطق الرئيسي لها ميشائيل شتورتسنبرغر الذي سبق أن أدين بتهمة إثارة الكراهية العرقية.

ثم طعن سليمان أربعة أشخاص حاولوا توقيفه، قبل أن يهاجم شرطياً يبلغ 29 من العمر عاماً.

وانتشر عبر مواقع التواصل مقطع فيديو يظهر فيه سليمان، وهو يضرب عنصر الشرطة على رأسه، ما زاد من حدة التأثر والغضب.

وتوفي الشرطي بعد يومين في المستشفى آنذاك، وبحسب المحققين، قرر سليمان في ربيع عام 2024 تنفيذ هجوم في ألمانيا يستهدف من وصفهم بالكفار.

وأفادت وسائل إعلام ألمانية بأن سليمان وصل إلى ألمانيا عندما كان يبلغ 14 عاماً برفقة شقيقه لكن من دون والديهما، ورُفض طلب لجوئهما، ولكن لكونهما قاصرين غير مصحوبين، تم تأجيل ترحيلهما، ثم حصلا لاحقاً على تصريح إقامة.

ويأتي الحكم في وقت يحتدم فيه الجدل في ألمانيا، حول عمليات ترحيل "المجرمين" وطالبي اللجوء المرفوضين إلى أفغانستان، والتي استؤنفت في وقت سابق من هذا العام بعد محادثات مع حكومة طالبان التي لا تعترف بها برلين رسمياً.

كما يأتي هذا الحكم بعد أسبوع من صدور حكم آخر بالسجن مدى الحياة في حق رجل سوري، على خلفية هجوم جهادي آخر بالسكين في آب/ أغسطس 2024 في زولبنغن، أسفر عن مقتل ثلاثة أشخاص.

وكان لهذين الهجومين اللذين تفصل بينهما ثلاثة أشهر فقط، تأثير على الانتخابات البرلمانية التي جرت خلال الشتاء، إذ شهدت صعوداً غير مسبوق لحزب البديل من أجل ألمانيا اليميني الشعبوي، المتطرف جزئياً.

وخلال الحملة الانتخابية، شهدت ألمانيا أعمال عنف دامية أخرى تورط فيها عدد من الأجانب، ما أجج الجدل السياسي حول سياسات اللجوء والأمن في البلاد.

علق هنا