بغداد- العراق اليوم: في تحولٍ لافت، لم تعد "الفورمولا 1" رياضة تقتصر على عشاق السرعة فحسب، بل باتت اليوم ظاهرة ثقافية عالمية تجذب ملايين المتابعين من جمهور السينما بفضل الإنتاجات الضخمة التي تدمج بين الإثارة الواقعية ونجوم هوليوود. ومع فيلم F1، الذي أنتجه لويس هاميلتون بالتعاون مع براد بيت وApple TV+، دخلت الرياضة الأشهر في عالم المحركات مرحلة جديدة من الترويج والشهرة، لتحقق ما لم يكن متوقعًا في شباك التذاكر العالمي. بتوقيع المخرج جوزيف كوسينسكي، صاحب فيلم "Top Gun: Maverick"، جاء فيلم F1 ليقدم تجربة سينمائية فريدة، مستوحاة من قلب أحداث سباقات الفورمولا 1 الحقيقية.
وتم تصوير مشاهد عديدة من الفيلم خلال عطلات نهاية الأسبوع لبطولات العالم في عامي 2023 و2024، ما أضفى على العمل واقعية مذهلة جعلت الجماهير تعيش أجواء السباقات كما لم تعشها من قبل، بحسب موقع "لو 10 سبورتس" الفرنسية. اللافت أن لويس هاميلتون، سائق مرسيدس الشهير وبطل العالم سبع مرات، لم يكتفِ بلعب دور الاستشاري فقط، بل ساهم في صياغة الخط الدرامي وضمان دقة التفاصيل التقنية، ما منح الفيلم مصداقية مبهرة في نظر الجمهور والمختصين.
إلى جانب هاميلتون، ضمّ الفيلم نجم هوليوود براد بيت، والممثل الصاعد دامسون إدريس، والنجم المخضرم خافيير بارديم، ليشكّل هذا الثلاثي توليفة تمثيلية جذابة أضافت للفيلم بُعدًا جماهيريًا واسعًا.
ولم يمر الرهان مرور الكرام؛ فبحسب مجلة Variety، حصد الفيلم في أول عطلة أسبوع من عرضه أكثر من 124 مليون يورو، مما دفع محللين مثل ديفيد إيه. غروس، مدير شركة FranchiseRe، إلى وصف الفيلم بأنه "أكبر إنجاز تجاري لـ Apple TV+ حتى الآن"، مؤكداً أن الفيلم مثّل نموذجًا مثاليًا للرؤية الترفيهية الطموحة التي تنتهجها الشركة. بعد أقل من شهر على إطلاقه في دور السينما، تجاوزت إيرادات F1 حاجز 400 مليون دولار عالميًا، مقابل تكلفة إنتاج قُدرت بـ 212 مليون يورو.
وبهذا الرقم، أصبح الفيلم أعلى افتتاحية سينمائية في العقد الحالي، وأنجح فيلم أصلي لعام 2025.
كما يعد الفيلم أكبر نجاح في مسيرة الممثل دامسون إدريس، الذي حظي بإشادة نقدية وجماهيرية واسعة، ما جعل الحديث عن جزء ثانٍ للفيلم مطروحًا على طاولة الإنتاج لدى Apple TV+. نجاح الفيلم يعكس أيضًا تحولًا أوسع في شعبية الفورمولا 1، التي تحولت من رياضة نُخبوية إلى ظاهرة جماهيرية بفضل منتجات ثقافية مثل "Drive to Survive" الوثائقي على Netflix، وها هو الفيلم السينمائي F1 يُكمل هذا المسار بقوة.
فمن خلال الجمع بين الإثارة الواقعية، والدراما السينمائية، وخبرة هاميلتون، يُصبح السباق على الحلبات موازياً لسباق من نوع آخر: الهيمنة على شاشات السينما والمنصات الرقمية.
وفيلم F1 ليس مجرد عمل ترفيهي، بل محطة محورية في مسار الترويج لرياضة الفورمولا 1 عالميًا. هو احتفال بالسرعة، والدقة، والإنسان خلف المقود، في تجربة سينمائية ترسم المستقبل، ليس فقط لهاميلتون وبراد بيت، بل للفورمولا 1 كلها.
*
اضافة التعليق