المالكي يوجه طلباً إلى مقتدى الصدر

بغداد- العراق اليوم:

أطلق زعيم ائتلاف دولة القانون، نوري المالكي، سلسلة تصريحات حذّر فيها من تصاعد الخطاب الطائفي في العراق، ومن غياب التيار الصدري عن العملية السياسية، مؤكداً أن بعض القوى الخارجية تسعى للتأثير على نتائج الانتخابات من خلال تمويل شراء نواب داخل البرلمان. 

وقال المالكي في مقابلة مع قناة  تلفزيونية، إن غياب التيار الصدري قد يُخلّ بتوازن بعض المناطق المختلطة، مشيرًا إلى أن وجود قوة مثل التيار الصدري يمثّل عنصرًا أساسيًا للاستقرار في العملية السياسية.

  ودعا زعيم التيار مقتدى الصدر إلى العدول عن قرار المقاطعة والمشاركة في الانتخابات، حفاظًا على التوازن الوطني. وفي ما يتعلق بالانتخابات المقبلة، كشف المالكي عن "تورّط إحدى الدول في توجيه قوة سياسية لشراء 100 نائب، مقابل مليون دولار للنائب الواحد"، معتبرًا أن الانتخابات الحالية ستكون "انتخابات أموال"، وأن التنافس فيها "سيأخذ طابعًا ماليًا أكثر من كونه تنافسًا سياسيًا نزيهًا". 

وأشار المالكي إلى أنه لم يحسم بعد قراره بالترشّح، لكنه ألمح إلى إمكانية مشاركته، قائلاً إن "قانون الدائرة الواحدة من مصلحتي"، مضيفًا: "إذا شعرت بأن ترشحي سيشجع الناس ويعزز موثوقية الانتخابات فقد أشارك". وتحدث المالكي عن تصاعد "مشاعر الحقد والبغضاء" التي أظهرها البعض بعد انتشار خبر ترشحه، مؤكدًا أن جزءًا من الرأي العام رحّب بخبر مشاركته، فيما أبدى آخرون عداءً واضحًا. وعن قانون النفط والغاز، أشار إلى أنه "اتفق عليه بالإجماع عام 2007 بين وزراء الكرد والشيعة والسنة، وأُرسل إلى البرلمان، لكنه لم يُقر حتى اليوم"، محذرًا من أن عدم تشريعه سيؤدي إلى استمرار الأزمات بين الحكومة الاتحادية وإقليم كردستان. وحذر المالكي من تصاعد الخطابات الطائفية، لا سيما تلك التي تتحدث عن "نهاية حكم الشروكية" وعودة حزب البعث، معتبرًا أن هذه التصريحات تهدد وحدة البلاد، وكشف أنه تواصل مع أحد مطلقي هذه الخطابات، الذي برر تصريحه بالقول "كنت أمزح". 

وأضاف أن العملية السياسية تواجه ثلاث مخاطر رئيسية: تصاعد الخطاب الطائفي، محاولات عودة البعث، ومحاولات اختراق الأجهزة الأمنية. وفي الشأن الإقليمي، اعتبر المالكي أن تراجع مستوى تمثيل الدول العربية في قمة بغداد كان "مقصودًا وبتوجيه من طرف خارجي"، رغم انفتاح العراق الواضح على العرب وسعيه للعودة إلى المنظمات العربية بعد عام 2003، لافتًا إلى أن المنطقة تمرّ بتحولات عميقة تتعلق بالمفاوضات النووية الإيرانية، واتفاقات التطبيع، و"الإبراهيمية"، التي قال إنها من متبنيات إدارة ترامب.

علق هنا