بغداد- العراق اليوم:
رفض نائب رئيس الوزراء التركي نور الدين جانيكلي قرار واشنطن بتسليح المقاتلين الكورد في شمال سوريا واعتبره "أمرا لايمكن قبوله"، فيما رحبت وحدات حماية الشعب بالقرار ووصفته بـ"التاريخي".
وقال جانيكلي في مقابلة مع قناة تركية ان "تسليح حزب العمال الكوردستاني من قبل امريكا لن يغير من حقيقة انه تنظيم ارهابي وهو امر لايمكن قبوله".
واضاف جانيكلي ان "واشنطن تقدم كافة اشكال الدعم للعمال الكوردستاني عبر حزب الاتحاد الديمقراطي، ولايمكننا أن نقبل تنظيمات ارهابية تشكل تهديدا لمستقبل الدولة التركية".
وأشادت وحدات حماية الشعب الكوردية السورية يوم بقرار الولايات المتحدة بتسليح مقاتليها الذين يحاربون تنظيم داعش و وصفته "بالتاريخي".
وتوقعت وحدات الحماية على لسان المتحدث باسمها ريدور خليل ان يلعب هذا القرار دورا "أكثر تاثيرا وقوة وحسما في محاربة الإرهاب".
وأجاز الرئيس الأمريكي دونالد ترامب تسليح المقاتلين الكورد في سوريا وذلك قبل الهجوم على المعقل الرئيسي لتنظيم داعش في سوريا.
وقالت وزارة الدفاع الأمريكية يوم الثلاثاء على لسان المتحدثة باسمها دانا وايت إن هذه الخطوة تأتي "كإجراء ضروري لضمان تحقيق نصر واضح" في الهجوم المرتقب الذي يهدف لاستعادة مدينة الرقة من قبضة مسلحي تنظيم داعش.
وتعارض أنقرة بشدة تسليح المقاتلين الكورد في تحالف قوات سوريا الديمقراطية، حيث تعتبر وحدات حماية الشعب الكوردية امتدادا لحزب العمال الكوردستاني الذي يحمل السلاح ضد الدولة التركية منذ ثمانينيات القرن الماضي.
وقالت المتحدثة باسم البنتاغون "ندرك تماما المخاوف الأمنية لتركيا شريكتنا في التحالف.. نود طمأنة شعب وحكومة تركيا بأن الولايات المتحدة ملتزمة بمنع أي أخطار أمنية إضافية وبحماية شريكتنا في حلف شمال الأطلسي".
ولم يفصح المسؤولون الأمريكيون عن جدول زمني لبدء تسليم السلاح للمقاتلين الكورد.
ونقلت وكالة فرانس برس عن مسؤول أمريكي قوله إن "توفير الدعم لوحدات حماية الشعب (الكوردية) تم إقراره".
واضاف المسؤول ان الموافقة "سارية فورا، لكن تحديد جدول زمني لتسليم الأسلحة ما زال يتطلب وضع اللمسات الأخيرة".
وتأتي موافقة البيت الأبيض على تسليم أسلحة ثقيلة مع تمكن المقاتلين الكورد وكذلك قوات سوريا الديمقراطية، التي تضم أيضا مقاتلين عربا، من انتزاع السيطرة على مساحات شاسعة من الأراضي السورية منذ نحو عامين ولا تزال تتقدم.
وبينما تعتبر واشنطن وحدات حماية الشعب، الأكثر فعالية في مكافحة تنظيم داعش، تنظر إليهم تركيا باعتبارهم امتدادا لحزب العمال الكوردستاني المحظور على أراضيها.
كان وزير الخارجية السوري وليد المعلم قد قال إن معركة الكورد السوريين ضد تنظيم داعش أمر "مشروع" بهدف الحفاظ على "وحدة سوريا".
وتدعم واشنطن، وحدات حماية الشعب الكوردية التي تمثل رأس الحربة في قوات سوريا الديمقراطية التي يعول عليها التحالف الدولي في حملة الرقة.
ويواجه الكورد السوريون، وهم ثاني اكبر مجموعة عرقية بعد العرب في سوريا، تمييزا ممنهجا من جانب الدولة حتى تفجرت الانتفاضة عام 2011 قبل أن تتحول إلى صراع دموي.