الشيوعي العراقي: نحو تحالف ديمقراطي لإحداث التغيير في الانتخابات المقبلة

بغداد- العراق اليوم:

كشف عضو المكتب السياسي للحزب الشيوعي العراقي، علي صاحب، عن آخر المستجدات المتعلقة بالمؤتمر الوطني الذي دعا إليه الحزب في وقت سابق، موضحًا أن هذه المبادرة شهدت لقاءات وحوارات مع مختلف القوى السياسية، بهدف تشكيل اصطفاف وطني ديمقراطي يمهّد لخوض الانتخابات والعمل على تحقيق التغيير الشامل.

وقال صاحب، في حديث موسّع، إن "الحزب أطلق مبادرة لعقد مؤتمر وطني يسعى إلى التغيير الشامل، وقد جرى التواصل مع عدد كبير من القوى السياسية عبر زيارات متبادلة لم تقتصر على القوى المدنية والديمقراطية فقط، بل شملت طيفًا أوسع من الفاعلين السياسيين".

 وأكد أن هذه الجهود أسفرت عن "حوارات واتفاقات على مبادئ أساسية لعقد المؤتمر، ومن المؤمل انعقاده قريبًا".

وأضاف: "نأمل أن تساهم مخرجات المؤتمر في تعزيز المشاركة الانتخابية، بحيث تكون الانتخابات عملية حقيقية تقود إلى تغيير ملموس. لكن تحقيق ذلك يتطلب حراكاً جماهيرياً موازٍياً ومساهمة فعلية في تحديث السجلات الانتخابية والمشاركة الواسعة في التصويت لصالح البديل الديمقراطي".

وأشار إلى أن الانتخابات القادمة تتأثر بالأوضاع السياسية والاقتصادية في البلاد، وكذلك بالتطورات الإقليمية والدولية، مؤكداً أن "إجراء الانتخابات في موعدها مع توفير الظروف المناسبة لها، يمثل فرصة لإحداث حراك سياسي وجماهيري حقيقي يخرج العراق من أزماته المستمرة، ويكون إحدى محطات التغيير الشامل".

"نظافة اليد" تؤهل الشيوعي ليكون البديل

ودعا صاحب المواطنين إلى تحديث بياناتهم الانتخابية والحصول على البطاقة البايومترية، مشدداً على ضرورة "البحث عن خيارات أفضل". وأوضح أن الحزب الشيوعي العراقي يطرح نفسه كخيار بديل نظراً لتاريخه النظيف خلال العقدين الماضيين، حيث لم يتورط في أعمال عنف أو فساد، بل كان دائمًا مدافعاً عن مصالح الشعب وتطلعاته".

وأضاف: "بدأ الحزب استعداداته للانتخابات البرلمانية منذ انتهاء انتخابات مجالس المحافظات، وقام بدراسة التجارب السابقة للاستفادة منها في تحديد خطته الانتخابية وبناء تحالفاته في بغداد والمحافظات الأخرى. نسعى إلى خلق حراك سياسي يتزامن مع الحراك الجماهيري، بحيث تكون الانتخابات وسيلة لتنفيذ برنامج الحزب وتعزيز التواصل مع الجمهور".

وأكد صاحب أن الحزب بدأ مبكراً في بناء تحالفاته، حيث يعتمد على تحالفه مع قوى التيار الديمقراطي ويضع التحالف المدني الديمقراطي كقاعدة أساسية لأي تحالفات جديدة. 

وأضاف أن الحزب منفتح على القوى الأخرى ضمن إطار سياسي وبرنامجي مشترك يهدف إلى إحداث التغيير المطلوب، لافتاً إلى أن خارطة التحالفات لا تزال غير مكتملة، لكن من المتوقع أن تتضح بشكل أكبر في الفترة المقبلة.

ضرورة إنهاء دور السلاح في الانتخابات

وحول الاستعدادات للانتخابات، أوضح صاحب أن الحزب يراقب العملية بدقة، مشيرًا إلى أن هناك استحقاقاً دستورياً يجب الالتزام به مع انتهاء عمر البرلمان الحالي. وأكد أن نجاح العملية الانتخابية يعتمد على جاهزية المفوضية واستقلاليتها، وضمانها لمراقبة محايدة من قبل منظمات المجتمع المدني والفرق الدولية.

وشدد على أن المفوضية ملزمة بتطبيق قانون الأحزاب، لا سيما فيما يخص منع الأحزاب المسلحة من المشاركة في الانتخابات. 

وقال: "يجب أن يكون هناك التزام صارم بهذا القانون، بحيث لا يتم تطبيقه بشكل انتقائي يسمح لطرف بالمشاركة بينما يتم إقصاء آخرين. 

كما يجب منع الأحزاب التي تعتمد في تمويلها على المال العام، لضمان انتخابات نزيهة وعادلة".

الدائرة الواحدة ضمان للتمثيل الوطني

أما فيما يتعلق بقانون الانتخابات، فقد أوضح صاحب أن الحزب الشيوعي يدعم فكرة أن يكون العراق دائرة انتخابية واحدة، لأنها تضمن تمثيلاً عادلاً لجميع القوى السياسية والمواطنين، على عكس النظام الحالي الذي يقيد الناخبين داخل دوائر جغرافية ضيقة.

وأضاف: "هناك إمكانية لاعتماد 18 دائرة انتخابية بحيث تكون كل محافظة دائرة واحدة، وهذا أمر مقبول، لكن تقسيم العراق إلى دوائر أصغر سيؤدي إلى إقصاء الأحزاب الصغيرة والجديدة بسبب هيمنة القوى الكبيرة التي تستغل أموال الدولة وإمكاناتها من دون محاسبة".

وأشار إلى أن الحزب يعارض التعديلات المقترحة على طريقة احتساب الأصوات في قانون سانت ليغو، والتي تنص على تقسيم الأصوات على 1.9، لأن ذلك "سيرفع العتبة الانتخابية ويعيق وصول الأحزاب الصغيرة، مما يؤدي إلى هدر كبير في الأصوات ويمنح بعض القوائم هيمنة غير عادلة".

وختم صاحب حديثه بالتأكيد على ضرورة أن تحقق القوانين الانتخابية العدالة، حتى لو كانت نسبية، لضمان مشاركة واسعة تعكس إرادة الشعب العراقي، محذراً من أن استمرار القوانين الحالية يسهم في عزوف المواطنين عن الانتخابات ويحدّ من قدرتهم على إحداث التغيير المنشود.

علق هنا