بغداد- العراق اليوم:
أعرب الخبير الاقتصادي نبيل المرسومي عن تساؤلاته حول ضرورة فتح باب الاستيراد لمواد اللبن الرائب والشنينة، مشيراً إلى أن هذه المنتجات تُصنع محلياً وتُوفر دعماً مهماً للاقتصاد العراقي.
وأوضح المرسومي أن السماح باستيراد هاتين المادتين بشكلٍ رسمي، بالإضافة إلى كونهما متوفرتين حالياً في الأسواق العراقية من خلال التهريب أو عبر المنافذ غير الرسمية في إقليم كردستان، قد يؤدي إلى سلسلة من التأثيرات السلبية على الاقتصاد المحلي.
ويؤكد المرسومي أن الإنتاج المحلي لهذه المواد يدعم عشرات المصانع العراقية التي توفر فرص عمل لآلاف العراقيين، وأن السماح باستيراد هذه المنتجات سيعني تناقص الفرص المتاحة للعمالة المحلية.
وبيّن أن تشغيل مصانع الألبان المحلية يشكل رافداً لتقليص البطالة في البلاد، إذ توفر المصانع فرص عمل للعديد من العاطلين عن العمل، ما يسهم في تعزيز الاستقرار الاقتصادي والاجتماعي.
وفيما يتعلق بالعملات الأجنبية، أوضح المرسومي أن هذه المصانع تساعد في تقليل نزيف العملة الأجنبية، حيث تعتمد على الإنتاج المحلي دون الحاجة للاستيراد. ويعني دخول منتجات الألبان الأجنبية إلى السوق العراقية، بحسب قوله، زيادة الطلب على العملة الصعبة، وهو ما سيضر بالاقتصاد الوطني.
من جهة أخرى، أشار المرسومي إلى أن توقف هذه المصانع عن العمل سيترتب عليه تراجع في أفكار التطوير والتحديث، حيث تتطلع هذه المصانع إلى إدخال خطوط إنتاجية متطورة وآليات ميكنة حديثة. وبالإضافة إلى ذلك، فإن توقف هذه المصانع سيؤثر سلباً على المردودات المالية للدولة، إذ أن هذه المصانع تسدد رسوماً ومبالغ لقرابة 27 وزارة ودائرة حكومية ومنظمة.
وأكد المرسومي أن الضرر لا يقتصر فقط على المصانع، بل سيمتد ليشمل التعاون الصناعي الزراعي في العراق، مشدداً على أهمية دعم المنتج الوطني في وجه المنافسة غير العادلة التي يمكن أن تشكلها المنتجات المستوردة.
ختاماً، يدعو المرسومي الجهات المختصة إلى إعادة النظر في سياسات الاستيراد، مشيراً إلى أن تحقيق توازن بين تشجيع الاستثمار المحلي وحماية الاقتصاد الوطني يجب أن يكون من أولويات القرارات الاقتصادية.
*
اضافة التعليق