(جبهة وطنية ) بين التيار الصدري والشيوعي والديمقراطي الكردستاني لخوض الانتخابات القادمة

بغداد- العراق اليوم:

 

حققت التحرّكات والاستعدادات الانتخابية في العراق ما عجزت عن تحقيقه الحوارات السياسية بين الكتل طيلة سنين طويلة، إذ استطاعت تلك التحرّكات التقريب بين الأضداد والذين لا يوجد أي رابط يجمع بينهم ولا توجه مشترك، إذ يقترب التيّار الصدري (وهو تيّار إسلامي)، مع الحزب الشيوعي (التيّار العلماني) بالإضافة إلى الأكراد، ليقتربوا من تشكيل كتلة انتخابية جديدة.

وذكر بيان للتيّار الصدري أنّ "زعيمه مقتدى الصدر التقى الأمين العام للحزب الشيوعي العراقي رائد فهمي  والوفد المرافق له في مكتبه الخاص بمحافظة النجف"، مبيناً أنّ "الجانبين بحثا قضايا مختلفة أبرزها الفساد وتنامي الطائفية واتساعها".

وأضاف أنّ "الوفد الشيوعي أعرب عن تأييده لمواقف الصدر في الإصلاحات"، مؤكداً أنّ "النجاح ينبغي أن ينطلق من الجوانب الإنسانية وأن يكون جوهره مصلحة الوطن وأولويته ورفاهية المواطن وعيشه بعز وكرامة، ولا بد أن ينطلق الجميع في عملهم الوطني من المشتركات التي تجمعنا وأهمها حب الوطن"، مؤكداً "دعم مشروع الصدر الإصلاحي".

من جهته، أكد مصدر سياسي مطّلع أنّ "الجانبين بحثا مشروع الصدر الانتخابي، والذي حظي بتأييد الحزب الشيوعي العراقي".

وقال المصدر، إنّ "الحزب الشيوعي بحث خلال هذا اللقاء إمكانية التوافق بشأن الانتخابات، وأن يشكّل الجانبان كتلة انتخابية عابرة للطائفية"، مبيناً أنّ المقتربات كثيرة جدّاً بين الصدر والشيوعي من جانب والصدر والكرد من جانب آخر، وأنّ المباحثات تقترب كثيراً من التوصل لاتفاق نهائي بين الصدر والشيوعيين، وبالتالي يكون التوافق مع الكرد".

بينما أكد القيادي في الحزب الشيوعي العراقي، حازم الجبوري، أنّ "التوافق بين التيّار الصدري والحزب الشيوعي ليس وليد اليوم، بل إنّ الجانبين مقتربان جدّاً بنظرتهما المستقبلية لعراق مدني، بعيداً عن التخندقات الطائفية".

وقال الجبوري   إنّ "الجانبين يسعيان لترميم العملية السياسية العراقية، والتي تصدّعت على مدار سنين وخرق جسدها الفساد، ودفع المواطن الفقير ثمن ذلك"، مبيناً أنّ "وحدة العراق وإصلاحه هدف مشترك يجمع بين الجانبين، وسنعمل على تحقيقه".

يأتي ذلك في وقت ما زال فيه وفد التيّار الصدري في إقليم كردستان، وسط حديث عن تقارب بين الجانبين لتشكيل كتلة عابرة للطائفية.

وقال النائب عن الحزب الديمقراطي الكردستاني، سرحان أحمد،   إنّ "العلاقة وطيدة بين التيّار الصدري والكرد منذ سنين طويلة"، مبيناً أنّ "الجانبين توصلا الى تفاهمات كبيرة بشأن الملفات السياسية".

وأعرب عن أمله بأن "يتمخّض عن هذه الزيارة تشكيل كتلة عابرة للطائفية بين الجانبين".

ويقود زعيم التيّار الصدري مقتدى الصدر حراكاً سياسياً كبيراً، بعدما أعدّ مشروعاً انتخابياً وعرضه على الكتل السياسية، وعلى ما يبدو فإنّ أقرب تلك الكتل لمشروعه، هو الحزب الشيوعي والأكراد، واللذين بدأ الصدر بالتحاور الفعلي معهما والتقارب استعداداً للانتخابات المقبلة.

 

علق هنا