بغداد- العراق اليوم: في خطوة تعكس روح التضامن العربي والإسلامي، بادر عدد من التجار العراقيين إلى التبرع بكميات كبيرة من المواد الغذائية والمعدات الصحية الأولية للشعب اللبناني الذي يعاني من العدوان الإسرائيلي المستمر. هذه المبادرة الإنسانية تأتي استجابة للدعوات المتكررة من المرجعية الدينية والشخصيات السياسية العراقية التي نادت بضرورة تقديم الدعم والإغاثة للشعب اللبناني الذي يتعرض لويلات الحرب.
وقد أعلن عدد من التجار العراقيين، في بيان رسمي، عن تنسيق الجهود لجمع التبرعات وإرسالها إلى لبنان في أسرع وقت ممكن، مؤكدًا أن شحنات المساعدات تضم مواد غذائية أساسية تشمل الأرز، الطحين، السكر، الزيت، والمعلبات، بالإضافة إلى مستلزمات طبية وصحية أولية مثل الأدوية، الكمامات، المعقمات، والمستلزمات الجراحية الضرورية.
وأوضح أحد التجار، في تصريحه لوسائل الإعلام، أن "التبرعات تأتي في إطار الواجب الأخلاقي والإنساني تجاه إخواننا في لبنان الذين يواجهون عدوانًا شرسًا، يتسبب في خسائر فادحة في الأرواح والممتلكات"، مضيفًا أن "هذه الحملة تهدف إلى تخفيف معاناة اللبنانيين ومد يد العون لهم في هذه الظروف القاسية".
وأشار إلى أن الحملة لقيت دعمًا واسعًا من التجار في مختلف محافظات العراق، حيث تشهد مراكز جمع التبرعات نشاطًا ملحوظًا. وقد شملت المساعدات أيضًا مولدات كهربائية صغيرة ومواد تنظيف وتعقيم، بالإضافة إلى بطانيات وملابس للأطفال، موجهة بشكل خاص للأسر النازحة التي تأثرت بالغارات الإسرائيلية على القرى والمدن اللبنانية. علماً بأن هناك عدداً من التجار العراقيين سواء من ابناء الطائفة الشيعية او السنية، تبرعوا أمس للشعب اللبناني الصامد بكميات كبيرة جداً من أطنان المواد الغذائية، رافضين ذكر اسمائهم، باعتبار أن تبرعاتهم تأتي من باب الدعم الانساني والأخوي و الشرعي أيضاً، وليس مهماً ذكر أسم من يتبرع لشقيقه في محنته وجهاده ولقمة عيشه. من جانبه، أثنى الشيخ فيصل الدرّاجي، على هذه المبادرات قائلاً: "ما يقوم به التجار العراقيون اليوم هو امتداد للقيم الإسلامية والمبادئ الإنسانية التي تحث على مساعدة المحتاجين ودعم المظلومين. اللبنانيون اليوم في أمس الحاجة لهذه المساعدات، وعلينا جميعًا أن نقف صفًا واحدًا لدعمهم".
ولم تقتصر التبرعات على المواد العينية فقط، بل تم جمع تبرعات مالية لتغطية تكاليف نقل هذه المساعدات، بالإضافة إلى توفير الدعم اللازم لمستشفيات لبنان التي تعاني نقصًا حادًا في الأدوية والمعدات الطبية بسبب استمرار العدوان.
ووفقًا لما أعلنه علي محمد الكعبي، أحد كبار التجار المشاركين في الحملة، فإن "شحنة المساعدات الأولى انطلقت بالفعل من بغداد وهي في طريقها إلى لبنان عبر منفذ القائم الحدودي. هذه الشحنة هي الأولى ولن تكون الأخيرة، ونحن ملتزمون بمواصلة تقديم الدعم طالما استمر العدوان".
تأتي هذه الجهود في وقت يواجه فيه لبنان أوضاعًا إنسانية متردية نتيجة للقصف الإسرائيلي المكثف الذي يستهدف البنى التحتية والمناطق السكنية، مما أدى إلى مقتل وإصابة المئات من المدنيين. وتشير التقارير إلى أن الأوضاع في المستشفيات اللبنانية تتدهور بشكل كبير مع تزايد عدد الجرحى والنقص الحاد في الأدوية والمعدات الطبية.
يُذكر أن هذه المبادرة ليست الأولى من نوعها، حيث سبق للتجار العراقيين أن قدموا مساعدات مماثلة خلال أزمات إنسانية سابقة، ما يعكس التزامهم الدائم بدعم القضايا الإنسانية في العالم العربي والإسلامي.
اضافة التعليق