بغداد- العراق اليوم:
حمل قائمقام قضاء سنجار شمالي العراق، الثلاثاء، حزب العمال الكردستاني مسوؤلية تعرض جبل سنجار لقصف تركي خلف سقوط ضحايا في صفوف قوات البيشمركة (القوات الرسمية في إقليم كردستان العراق).
وقال محما خليل " إن "العمال الكردستاني يتحمل المسؤولية التاريخية عن القصف التركي لمقار حزب العمال الكردستاني (بي كا كا) وما لحق بها في جبل سنجار، ومقتل عناصر من قوات البيشمركة".
وحمل خليل، الحكومة العراقية مسؤولية ما جرى، لأنها رفضت طرد "بي كا كا" من جبال سنجار ووفرت لهم الدعم، لافتا إلى أن الحكومة التركية تتحمل مسؤولية قصف منطقة منكوبة من تنظيم الدولة يقطنها أيزيديون.
وأوضح قائمقام سنجار أن "القصف استهدف 6 مقار لحزب العمال الكردستاني كانت خالية من العناصر وأحد المقار التابعة لقوات البيشمركة، وسقط 6 قتلى في الأخير وعدد من الجرحى".
ولفت إلى أن "حزب العمال الكردستاني غير مرغوب فيه في القضاء، والأهالي طالبوا بإخراجه، وفي السلطة الإدارية أيضا طالبنا بإخراجه، لكن الحكومة العراقية رفضت ولم تستجب لمطالباتنا".
مطالبات بسحب قوات "بي كاكا"
وجدد محما خليل الدعوة لإخراج "قوات حزب العمال الكردستاني من قضاء سنجار الذي يقطنه أيزيديون"، لافتا إلى أن "كل المشاكل في القضاء يتحملها العمال الكردستاني".
وعن أسباب القصف الذي طال أحد مقار قوات البيشمركة، قال خليل إن "الحكومة التركية لم توضح حتى الآن أسباب قصف أحد مقار البيشمركة، وعلى حكومة إقليم كردستان العراق أن تستفسر عن أسباب القصف".
من جهتها قالت وزارة البيشمركة الكردية إن "جبل سنجار والمناطق المحيطة به تعرضت فجر الثلاثاء، لقصف من المقاتلات التركية، ما أسفر عن وقوع أضرار ودمار كبير، واستشهاد 5 من البيشمركة وإصابة 9 آخرين".
وأدانت وزارة البيشمركة القصف بشدة، وأكد أن "استشهاد البيشمركة محل أسف كبير لنا، وقصف البيشمركة من المقاتلات التركية، غير مقبول"، حسبما ورد في بيان صدر عن الوزارة.
وأرجعت الوزارة هذه المشاكل والتوترات إلى وجود حزب العمال الكردستاني في المنطقة، بالقول: "هذه المشاكل والتوترات كلها ناجمة عن وجود حزب العمال الكردستاني، ووجودهم في هذه المنطقة يتسبب بحدوث أوجاع ومعضلات لأهالي المنطقة وإقليم كردستان، وعلى الرغم من مطالبات جميع الأطراف لهم بإخلاء جبل سنجار، فإنهم لم يصغوا لأحد".
ودعت الوزارة في البيان "حزب العمال الكردستاني إلى سحب قواته من جبل سنجار والمناطق المحيطة به، وأن لا يصبح بعد الآن سببا لانعدام الاستقرار وتعميق المشاكل في المنطقة، وأن يسمح بإعادة الحياة لأهالي المنطقة".
وقتل ستة عناصر من قوات الأمن الكردية وأصيب تسعة آخرون بجروح جراء ضربة جوية نفذتها طائرات تركية بعد منتصف ليل الاثنين على مواقع في شمال غرب العراق، بحسب ما أفاد به الأمين العام لوزارة البيشمركة في حكومة إقليم كردستان العراق.
وبحسب مصدر صرح لوكالات دولية، فإن الغارة كانت تستهدف مقاتلين أيزيديين متحالفين مع حزب العمال الكردستاني تعتبرهم أنقرة "إرهابيين"، وبالتالي، أصابت عن طريق الخطأ قوات البيشمركة التابعة لحكومة إقليم كردستان.
وكان جبار ياور أمين عام وزارة البيشمركة قال: "استشهد ستة أشخاص، هم خمسة من قوات البشمركة والسادس من قوات الأسايش (الأمن)، وأصيب تسعة آخرون بجروح جراء قصف جوي" استهدف جبال سنجار الواقعة في شمال غرب العراق.
وأضاف أن القصف الذي وقع قرابة الساعة الثانية من فجر الثلاثاء استهدف "وحدات مقاومة سنجار" القريبة من حزب العمال الكردستاني، والمؤلفة من مقاتلين أكراد وأيزيديين. وينتشر عناصر البيشمركة إجمالا في مناطق متفرقة من سنجار.
وقال المتحدث باسم وحدات مقاومة سنجار زردشت سنغالي لوكالة دولية، إن "الطائرات التركية قصفت خمسة مواقع للأيزيديين في غارات استمرت ثلاث ساعات".
وأشار إلى أن "القصف طال مجمع الأيزيديين في جبال سنجار ومحطة إذاعة جرا شنغال، ومنطقة كلي شلو، ومركز الأيزيديين القريب من منطقة سنوني".
وانقسم الأيزيديون الذين تعرضوا إلى مجزرة جماعية من قبل تنظيم الدولة عندما اجتاح المنطقة في 2014، إلى عدة فصائل مسلحة.
وتحالف بعض هذه الفصائل مع قوات البيشمركة العراقية التي فرضت سيطرتها على مناطق في الأراضي الاتحادية بعد هجوم الجهاديين قبل ثلاث سنوات، فيما تحالف آخرون مع جناح كردي مرتبط بحزب العمال الكردستاني.