هادي جلو مرعي
كما فعلوا في العراق وسوريا واليمن وبلدان عربية أخرى يعملون بجدية هذه المرة على إحراق مصر، لكنهم يبعثون برسالة واضحة الى المصريين، أن عليكم أن تنتبهوا فأنتم ساحة مقبلة للصراع، ونحن نريد الصدام بين المسلمين والأقباط، وسنحرق الأرض تحت أقدام تسعين مليون إنسان يكافح من أجل الحياة، ولقمة العيش بكرامة.
ولهذا فمن الغريب أن تضغط بعض البلدان على الحكومة المصرية لتغيير سياستها المضادة لإسقاط نظام الرئيس بشار الأسد وتدمير سوريا وبقية دول المنطقة، فحين يعلم الرئيس السيسي ويتأكد له أنه هدف قادم لامحالة فليس من المنطقي أن يجاري بعض الدول التي تريد تحقيق أحلام وتطلعات مرتبطة بمشروع غربي لايهمها كثيرا لو أنه أدى الى تدمير الأمة العربية فهذه الدول هي نتاج وصناعة أمريكية خالصة بعد ظهور النفط فيها، وهي زائلة بنضوب البترول، وبالتالي فليس لديها ماتخسره، وهي كلاعب كرة القدم المحترف الذي يلعب من أجل النقود، ولايمتلك قضية حقيقية تستحق المجازفة، ورفض الإملاءات. فماتقبل به قطر، وتعمل عليه لايتناسب وحضارة مصر وتاريخها العميق، وكذلك تاريخ العراق وسوريا واليمن وهي دول تغيض دوائر سياسية لأنها ماثلة كحضارات عظيمة في مقابل إسرائيل الناشئة الجديدة ودول عربية ظهرت بظهور النفط وهي تمتلك هدفا مشتركا مع الإسرائيليين الذين يعملون على تدمير البلدان العربية، وتفكيكها، وإلغاء هويتها، ونشر الفوضى في ربوعها ليتسنى لها التفرد في المنطقة، والتحكم بها بالكامل دون منافسة، أو رفض، وكيف وبعض الدول العربية الآن لاتجد مشكلة في السير الكامل في الركب الأمريكي ومسايرته؟
تفجيرات القاهرة والإسكندرية ضد الأقباط، والتفجيرات التي تتالت منذ 20111 وحتى اليوم، وقتل رجال الجيش والشرطة، ومهاجمة المدن وإحتلال مناطق من سيناء وإستنزاف الإقتصاد الوطني، وتشويه سمعة البلاد وتصويرها إنها مخربة ومحطمة ولاتصلح لتكون مقصدا سياحيا كلها سلوكيات وقرارات أمريكية غربية إسرائيلية ولها من ينفذها هنا في الخليج ودول إقليمية وعربية، والبعض ينجر الى المشروع مدفوعا بتعاطف ديني، أو تشدد طائفي بغيض لاقيمة له سوى أنه يدمر البلاد العربية، وينشر الفوضى فيها.