متابعة - العراق اليوم:
للفترة من ٢٧ أذار ولغاية ٣١ أذار ٢٠١٧ وبمناسبة يوم المسرح العالمي نحتفل في مدينة السليمانية نفرح ونبدع رغم كل الظروف والحصار والازمة الاقتصادية وزادنا الثقافي ومسرحنا ينعم بالخير .يشرف على المهرجان اتحاد الفنانين الكرد ومديرية المسارح في السليمانية وتشارك فيه نخبة من الفرق المسرحية والمخرجين والممثلين والممثلات وكتاب النصوص المسرحية الكردية .السليمانية أذار الربيع ومهرجان يوم المسرح العالمي من العروض المسرحية المهمة مهرجان يوم المسرح العالمي في مدينة السليمانية تعرض مسرحية كويخا تأليف بريز محمود وإخراج شمال فهمي تمثيل راوند هاورى ، هونر ديوانه ، هيزا سلام ، بيان علي، شمال حسن ، تصميم تصميم وتنفيد الديكور ريبوار محمود وإنتاج جمعية الفنون الجميلة الكردية السليمانية الريبرتوار المسرحي ومرحلة التأسيس والتأصيل للمسرح الشعبي المرتبط بالناس في مدينة السليمانية المسرح هو التعبير عن القضايا المتجددة للمجتمع الانساني وأزمة الانسان وسيلة لمناقشة جميع المشاكل والصراعات المسرح الكردي يتكون من شقين التسلية والمتعة الفكرية فمسرحنا يسعى الى التحرر والحرية وتسليط الضوء على المشاكل الاقتصادية والاجتماعية التي يعاني منها المجتمع المجتمع والجماهير الكادحة وقسوة الحياة يبقى هدفنا المتلقي في مسرحنا وهو يشكل الجانب الحيوي والمهم لما يجري على خشبة المسرح و الخطاب المسرحي التنويري هدفنا الناس وتقبلهم للواقع المعروض وثيمة العرض المسرحي والقابل للتغيير وفق المهام السياسية والاجتماعية تحتفل وتتجاوز حدود الممنوع والتابوات مسرحنا الكردي ونشوة المجتمع المدني نعم نعيش أزمة إقتصادية وقسوة الحياة لكننا لانتوقف لازلنا نعمق الاحساس ونشعر بالفرح ونبحث عن الحقيقة والجمال في الحياة .منذ الثمانينات وقلب المسرح ينبض لرسم الحياة الجديدة ومشروعنا الثقافي يهدف للنهوض بالانسان والانتصار لحرية الفنان كنا نصرخ ولازلنا نصرخ في السليمانية لكي نعيد التألق والابداع لخشبة مسرحنا الكردي الجاد والتنويري والانساني.وتشارك الفرق المسرحية مسرحية بيرة وريا الذكريات تأليف وإخراج كاميران رؤوف تمثيل سولي جهاد دلباك،جوبي عزيز،الان هادي،عثمان معروف تعرض المسرحية على مسرح مديرية الثقافة يوم ٢٨ أذار.مسرحية أطول ليلة في السنة تأليف وإخراج هاورى قادر رشيد تمثيل سافان أكو،هاورى قادر رشيد تعرض المسرحية على مسرح قصر الفنون تلاري هونر يوم ٢٨ أذار. فرقة مسرح سالار تعرض مسرحية رؤية إنتحاري تأليف د .دلشاد مصطفى إخراج أرسلان درويش تمثيل يونس حمه كاكا، ياسين قادر برزنجي، ديدار عمر، بيشرو حسين، وضيوف الشرف عمر دلباك ،سهيلة حسن ،ومشاركة عطا حمه صالح،جاوان محمد،محمد عبدالله،شازي زانا،مير شوان،شاناو محمد،سركار سوران،أران بهاءالدين،هست جبار،الاظاءة شيركو حمه سعيد،موسيقى دواستان معروف،مدير الانتاج هلكور صالح،مساعد مخرج يونس حمه كاكا ، تعرض المسرحية يوم ٣٠ أذار على مسرح جمعية الفنون الكردية في السليمانية وهناك العديد من المسرحيات مسرحية خونكاني جنكاويريك تأليف دلشاد حسين تمثيل رزكار باهر لافين ديار إخراج موفق عارف على مسرح تاوار ومسرحية نوسناوي يادوري إخراج كوران أكرم على مسرح إعدادية السليمانية للبنين ومسرحية كاركي نستلايكي عقل إخراج عزيز عمر على مسرح تاوار،مسرحية بردي سابوري تمثيل شيلان عبدالله إخراج برزان محمد تعرض على مسرح بديعة دارتاش في معهد الفنون الجميلة ومسرحية الماء والنار إخراج أمين بالجينكايا تعرض على مسرح مديرية الثقافة وإقامة الجلسات والحوارات النقدية
طقوس ايديولوجية حب الناس في مسرح الثمانينات في السليمانية
مسرح مقاتل بالكلمة من أجل الحرية هذه الكلمة الحلوة مسرح التغيير وتنوير المتلقي والتواصل والتفاعل معه، مسرحنا كان حديث الناس في البيت والشارع والمقهى وطقوس احتفالنا يبدأ من موعد اللقاء مباشرة مع المتلقي في قداس ومحراب مسرحنا ومازلت مصرآ على أرشفة تأريخ حافل لمسرحنا الكردي في الثمانينات في مدينة الثقافة والوعي الكردي مدينة السليمانية لكي تعرف الاجيال خصوصية عملنا ومعاناتنا ونحن نواجه غزو الجراد والحروب واحتراق الاخضر واليابس مدن وبشر ماكانت تعرف طعم النوم جراد فَرّقَ الحبيب عن حبيبته وسط ركام الخوف والخراب. مازلت احلم وتأخدني ذاكرتي والحنين الى المسرح الذي كان يفجر الطاقات الشابة المسرحية ويحفز الناس في مدينتنا السليمانية على لغة الحوار والمتعة الفنية، ماكنا نخادع احد ولانجامل احد وكان هدف مسرحنا ومسرحياتنا فسحة التأمل والدعوة للحرية بكل المفاهيم والقيم الانسانية ،كنا نؤمن بثقافة الفنان وكان المسرح بيتنا ووطننا نمارس فيه طقوس أيديولوجية الحب لفننا وللناس وكنا نتجاوز حدود الخوف والمسكوت عنه
المسرح صندوق ذاكرتي وعبثية الذكريات الجميلة
في رحلة العمل المسرحي الى السليمانية كنت أزور معهد الفنون الجميلة ليس حبآ بالمكان كبناية كل شيئ تغير في المدينة الشوارع الناس والعمارات الشاهقة والمعهد تغير أيظآ والجمهور ماعاد ذلك الجمهورالمتعطش للثقافة والفنون لكن تواجدي هناك كنت أعيش ذكريات الزمن في المكان وكنت أتجول في الساحة التي تغيرت والممرات كنت أسمع صرخاتي وصرخات طلابي والبروفات المسرحية في كل مكان ماكنا نعرف حالة السكون البركة بالحركة وكنت اعيش وأتذكر تفاصيل عالم الامس ونبض المسرح الصاخب والجمهور الراقي وكنت أفتش في صندوق ذاكرتي عشت عبثية الذكريات الجميلة فقط عشقي للمسرح والذي مازلت أسير له ولا يمكنني التحرر منه أخترت التمرد والثورة في مسيرتي الفنية ورفضت الانصياع والبكاء على أطلال الماضي لكون التأريخ يتقدم والانسان يرتفع والرغبة الى الحرية لذلك قررت أن أعيش الحاضر والتفكير للمستقبل.
المسرح والاحساس ببهجة الحياة
عندما نتكلم نعني مانقول وعندما نتحدث في الفن بلغة السياسة نصل الى قلب اليقين علمتنا تجاربنا أن لانتكلم كثيرآ بل نعمل كثيرآ فكل عشاق المسرح الكردي في الثمانينات من طلاب معهد الفنون الجميلة في السليمانية هم على رأس الهرم ويشكلون كل القيادات الحالية المتقدمة والمتطورة في المسرح الكردي على مستوى الاخراج والتمثيل وحتى العاملين في التلفزيون والقنوات الفضائية والسينما والاشراف التربوي والفني والمدراء فجلهم يعبر عن طموحنا وتطلعنا فكل الدلائل والواقع الثقافي تشير إن أبرز العاملين في المسرح الكردي من دهوك وأربيل والسليمانية وكركوك وحلبجة وكلار ودربنديخان ورانية هم خريجي وخريحات معهد الفنون الجميلة قي الثمانينات وهم يرفدون ويمدون وشيجة الحب والتواصل مع الجمهور
المسرح المسرح الجاد والمسرح التنويري يمثل عمق حضارة وثقافة الشعب عالم المسرح والثقافة والفنون تحتاج الى مناخ نقي وديمقراطي بعيد عن الحروب والعنف والازمات الاقتصادية وعن نظام العشيرة والاحزاب الدينية ونظام الطوائف تحتاج الى دوائر و مجتمعات مدنية وحضرية لاتؤمن بالخرافة والخزعبلات وتجاوز كل التابوات والفتاوي الممنوعة والمؤدلجة دينيآ وسياسيآ.خلال تواجدي في مدينة السليمانية تابعت بكل فرح وسرور كل الانشطة الثقافية عشت موسم الاشراقات الفنية والادبية وكان موسم حافل كنت أخشى حالة الافول الثقافي الذي يعم المنطقة من عنف وتطرف والتي سرقت البهجة والفرح من المواطن وكذلك البطالة والازمات المالية والنفسية وكان الادب والفن خير وسيلة للتربية الوجدانية للشباب وكل الانشطة بعيدة عن الرقابة وخاصة عروض المسرح والرقص والموسيقى والرسم والندوات الادبية والشعر هناك حالة إنفتاح ثقافي الفرقة السمفونية العراقية من بغداد في السليمانية ومعارض تشكيلية وفرقة هوار المسرحية من كركوك ومهرجان المحافظة السنوي ومهرجان كلاويش الثقافي السنوي وندوات اسبوعية في قاعة كَِلاري أرام وندوة شعرية الاديب الكردي دلاور قرداغي واحتفال قاعة ومكتبة أنديشا الثقافي وعروض مسرحية عديدة ولفرق وتجمعات شبابية وعروض وإطروحات طلبة قسم المسرح لمعهد الفنون الجميلة شيئ مذهل وجميل في إعادة الروح لمدينة السليمانية والحالة الوجدانية لروح شباب المدينة.يمكن إعتبار العرض المسرحي الملك هو الملك للكاتب السوري سعدالله ونوس وإخراج عصمان فارس وتقديم نخبة من طلبة معهد الفنون الجميلة في السليمانية في ألثمانينات برمته شكلآ ومضمونآ في محتواه وصيغه الجديدة بل في حداثة مفردات اللغة المسرحية كنا نلعب ونمثل ونرتجل وفق إلهامات المخرج والممثلون والارتجال المنظم وفق موتيفات أدبية وبصرية تفجر الكثير من الاراء والابداعات مازلت احلم وتأخدني ذاكرتي والحنين الى المسرح الذي كان يفجر الطاقات الشابة المسرحية ويحفز الناس في مدينتنا السليمانية على لغة الحوار والمتعة الفنية، ماكنا نخادع احد ولانجامل احد وكان هدف مسرحنا ومسرحياتنا فسحة التأمل والدعوة للحرية بكل المفاهيم والقيم الانسانية ،كنا نؤمن بثقافة الفنان وكان المسرح بيتنا ووطننا نمارس فيه طقوس أيديولوجية الحب لفننا وللناس وكنا نتجاوز حدود الخوف والمسكوت عنه. كانت لنا هواجس وهموم مشتركة وكنا نلتقي على خشبة المسرح ونسأل من نحن إزاء هذا الضيق والخناق؟ كل شئ إختلط مابين الضحية والملك ولكن كنا ننتظر اللعبة وشبح التنكيل والقتل بيد السياف والزحف البربري. كنا نستقبل الملك والجمهور الغفير من ساحة المعهد ومجاميع الحماية الخاصة تحمل أجهزة الولك توكي وننتظر قدوم الملك المعوق بسيارة إسعاف تدخل الى ساحة معهد الفنون الجميلة في السليمانية ومجاميع من البشر المشوهين يستقبلون الملك بهتافات وتصفيق من فوق السطوح وهم يطرقون على علب دهن الراعي الفارغة ويحيون قدومه يامرحبآ ،يعيش الملك.. يعيش ويختلط الجمهور مع الممثلين الجميع يدخلون مع الملك الى قاعة المسرح المُعدّة للعرض ونبدأ باستهلال برولوج الغناء يأتي ..يأتي الطغاة والبغاة من أقاصي الارض يأتون ليبنوا وطنا بجماجم بيضاء ودم ! من هذه القاعة المغلقة نسألكم أيها السادة هل يستطيع الطغاة والبغاة أن يبنوا الوطن بجماجم بيضاء ودم؟ أمام هذا الاستهلال المروع في إستقبال الملك المعوق من بمنظور التأريخ الزمني الذي يزيد عن عن ثلاثين عامآ اليوم وبمنطق التقويم النقدي حدثآ مهمآ في مسرحنا الكردي هنا كانت تبدأ لعبتنا لعبة البداية في مسرحية الملك هو الملك
كنا نصرخ إنها مجرد لعبة فعلآ هي لعبة ما بين السياف الفكري وهو يقف ويعلن المسموح على قدرْ الممنوع وفي التوازن السلامة والامان. هكذا كان فضاء الحكاية وفضاء المسرحية وميمون يقول نحن نعيش في مملكة خيالية، كنا ولازلنا لانعزل المسرح عن السياسة وتبقى مسرحية (الملك هو الملك) نتاجا يجمع بين التراث والمعاصرة والتركيز على البعد الانساني والتوجه نحو مستقبل بديل ومغاير للواقع لتبقى علاقة الملك والسلطة في كل الانظمة علاقة الجلاد بالضحية ويبقى الجلاد المُهوسْ بالبارونويا ويبقى فضاء مسرحيتنا مفتوح على فضاءأت تأريخية لبزوغ السلطة وعصور الاستبداد والاضطهاد في المجتمعات البشرية ،مثلما تبقى وظيفة المخرج في ذكاء وطريقة إختيار النص المسرحي وقدرته على إقامة علاقة مع الواقع على وفق الخطاب المسرحي مثلما تبقى لعبة الحلم والخيال والتنكر في مسرحية (الملك هو الملك) والكاتب سعدالله ونوس لايغيرْ شيئا ليبق أبو عزة أكثرُ تمسكآ بسلطة الكرسي وأصبح كل شئ في عهده معرضْ للممنوع ،الحلم والخيال والوهم كلها تدخل في خانة الممنوعات ولكن متى تتحقق العدالة؟ وكانت لعبة الختام في مسرحيتنا بصوت المجاميع وهي تعلن ضاق بنا الجور والظلم والشقاء وإزداد غضبا وبدأت ثورته بذبح ملكها. هكذا كانت مسرحية الملك هو الملك محاولة جادة لمعالجة قضايا إنسانية معاصرة وشهادة ضد العصر بكل مافيه من مأساة وقد جسدت المسرحية طموح الانسان الجديد من أجل الحرية والمساواة.