بغداد- العراق اليوم:
قبل أسبوع، قرر محافظ كركوك نجم الدين كريم رفع علم إقليم كردستان العراق(كي آر جي) إلى جانب العلم العراقي فوق المباني الحكومية في كركوك. وعقب ذلك العمل الاستفزازي، تم اتخاذ قرار بإجراء استفتاء على مستقبل المدينة. واستمر التوتر بين العرب والأكراد بالرغم من صدور بيان عن البرلمان العراقي يقضي بوقف العمل بقرار محافظ كركوك.
قد يجري العبادي "استدارة كاملة" إن دعمت الولايات المتحدة ربط مستقبل كركوك باستفتاء مستقبلي على استقلال كردستان العراق
وتوقع سينان بايكينت، معلق سياسي في صحيفة حريت التركية، نشوء خلافات وسجالات بشأن مستقبل كركوك، وخاصة بعد إعلان رئيس كردستان العراق، مسعود البارزاني، عزمه على إجراء استفتاء حول استقلال المدينة "في أقرب وقت".
ويلفت بايكينت إلى مشاركة تركيا كلاً من العرب والتركمان قلقهم بشأن الأحداث والتصريحات الأخيرة الخاصة بكركوك. فقد حذر إبراهيم كالين، المتحدث الرسمي باسم الرئيس التركي، البارزاني من خطورة إجراء الاستفتاء المقترح، فيما أكد رئيس الوزراء التركي بن علي يلدريم، على أهمية الصفة التعددية لكركوك وارتباطها بالعراق. وفي ذات الوقت خرجت تظاهرات في تركيا، وخاصة تلك التي تمت أمام السفارة العراقية في أنقرة، وحيث حمل محتجون لافتات تقول: "كركوك تركية وستبقى كذلك إلى الأبد".
مدينة استراتيجية
ولكن الكاتب يشير إلى أهمية كون الطرف الرئيسي المعارض لرفع أعلام كردية في كركوك، هو الشيعة العراقيون. ففي الواقع، كركوك غنية بمصادرها النفطية، ما يجعلها مدينة رئيسية استراتيجياً واقتصادياً.
وفي أغسطس(آب)، 2016، أدلى رجل الدين الشيعي مقتدى الصدر بتصريحات شديدة اللهجة بشأن النزاعات على كركوك، مؤكداً أن المدينة هي "لجميع العراقيين"، وضمها إلى إقليم كردستان العراق "مستحيل". وفي الآونة الأخيرة، وبأسلوب مشابه، ركز رئيس الوزراء العراقي، حيدر العبادي، على أن كركوك "ملك لجميع الطوائف التي تعيش فيها"، وهي "ليست جزءاً من إقليم كردستان، وتسري عليها القوانين العراقية".
ضعف قدرة
ولكن، وبحسب بايكينت، يدرك الجميع أنه ليس للعبادي قدرة على مقاومة مطالب أمريكية. ونتيجة له، قد يجري العبادي "استدارة كاملة" إن دعمت الولايات المتحدة ربط مستقبل كركوك بإستفتاء مستقبلي على استقلال كردستان العراق. ولكن الصدر الذي يعد بمثابة بعبع للأمريكيين، قادر بالتأكيد على إعاقة تلك المحاولة، كما تأكد أخيراً من خلال احتجاجات شهدتها المنطقة الخضراء في بغداد.
ويقول الكاتب إن الصدر معروف على نطاق واسع بكونه ليس رجل دين شيعياً نافذاً وحسب، بل بوصفه شخصية عراقية وطنية. وينبذ الصدر علانية الطائفية، ويؤيد وحدة العراق. وفي لقاء صحفي نشر في أغسطس( آب)، 2016، أكد الصدر على أن الأكراد شركاء عراقيون، وتمنى أن لا يسعوا للانفصال عنه.
وفي أكتوبر( تشرين الأول)، 2016، عندما توترت العلاقات التركية ـ العراقية بسبب التواجد التركي العسكري في بعشيقة شمال العراق، كان أول عراقي شكل تهديداً خطيراً لتركيا، هو الصدر. في ذلك الوقت قال الصدر: "اسحبوا قواتكم من بعشيقة بشرف، قبل أن تطردوا منها بالقوة". ولكن اليوم، تشارك تركيا عدداً من الأطراف الشيعية الكبرى في العراق بما لا يقل عن مصلحتين مشتركتين: الحفاظ على وضعية كركوك الحالية، والدفاع عن وحدة الأراضي العراقية.
إحياء
ويلفت الكاتب لتمكن تركيا، ورغم وقوع عدد من المواجهات الخطيرة، من إحياء علاقاتها بروسيا. ولربما أدركت تركيا أنه قد حان الوقت لتدشين حوار مع الشيعة، بداية في الجوار العراقي.