بغداد- العراق اليوم:
يمتاز الدكتاتور بالقسوة المفرطة، و يمتاز بمثلها من حيث الجبن و الاستقواء على الضعيف، فشخصية الدكتاتور مهما بلغت من تجبر و طغيان، فإنها تبقى تلك الشخصية الضعيفة المنخورة، الغارقة في عقد الماضي السيء الذي عاشته، هذا التحليل النفسي ينطبق تماماً على صدام حسين، الدكتاتور العراقي الذي لم يستقو الا على الضعاف، و لم يبدأ بممارسة ساديته و عدوانه، الا بالغدر.
و لنعرف تاريخ هذا المجرم الدموي، في ما اقترفه، سنجد أنه ينطلق من عقد ذاتية متورمة ومتراكمة، و نجد أنه لم يستطع يوماً مواجهة أي قوي، الا بالغيلة و المكر و الغدر، فبينما إيران مثلاً كانت مشغولة بثورتها، وظروف التغيير، حيث تعيش أوضاعا انتقالية غاية في التعقيد، يجد صدام أو يظن أن الفرصة مؤاتية، فيطعنها من الخلف، و يحدث ما حدث بعد ذلك من مأس و دمار وكوارث.
ثم يعود هذا المجرم ليغزو الكويت، لانه ظن أنها بلد صغير و ضعيف لا طاقة له على المواجهة، لكن الدكتاتور ينال اكبر ضربات العقاب بحياته، تلك الضربات التي اوجعته كثيراً، و لم يستطع الرد إلاٌ على الشعب العراقي الذي انتفض بوجهه عام 1991 ، بعد أن لم يجد من حل مع هذا النكرة المتسلل خلسة إلى أروقة رئاسة الجمهورية، والقابض على السلطة بفعل المؤامرات والخيانة و الغدر أيضاً !!
في الفيديو الذي نشره الدكتور حميد عبد الله، يظهر صدام القاتل على حقيقته، و هو يدعو جلازوته إلى ضرب الشعب العراقي و ابادته بلا رحمة ، لانه قال له لا…! و حين مكنته الدول الكبرى من استعادة المبادرة، عاد لينتقم من شعب أعزل بآلة موت تدميرية رهيبة و جبارة .
و حدث ما حدث إذ يقدر عدد الذين تم قتلهم من أبناء الجنوب العراقي بحوالي 300 ألف إنسان تم دفنهم بقسوة و إجرام في مقابر جماعية لم يسبق لها التاريخ أبدا.
و الفيديو يتحدث عن نفسه كما يقال و يفضح ما يفضح، و لكم الحكم أولاً وأخيراً.
مرحى كبيرة نقولها للاعلامي الكبير الدكتور حميد عبد الله لهذه الجهود المبذولة في تنوير الرأي العام و الأجيال الجديدة بارث الدكتاتورية الثقيل، و ملفها الإجرامي الأسود.. مرة أخرى شكراً حميد عبد الله ..
*
اضافة التعليق