قانون تقاعد الفنانين أمام أنظار رئيس الوزراء محمد شياع السوداني..أنصف هذه الشريحة يا دولة الرئيس

نقلاً عن جريدة الحقيقة

متابعة/ (العراق اليوم) :

مع التوجه الواضح من قبل رئيس مجلس الوزراء محمد شياع السوداني ،  و حكومته في رعاية و دعم الحركة الثقافية و الفنية في البلاد، و ضمن التزامات حكومته و برنامجها الذي قطعته على نفسها، تبرز أهمية كبيرة لعدد من القوانين الناظمة للفعل الثقافي و الإبداعي بما يحقق الحيوية والنشاط المطلوب لهذه الإتجاهات التي عانت ما عانت من إهمال و اضطهاد من قبل الحكومات المتعاقبة.

هذا التوجه الجديد يفتح نافذة الأمل لدى الكثير من الفنانين العراقيين الرواد منهم، أو جيل الشباب الذين يبحثون عن رعاية تتناسب مع حجم المنجز الذي قدموه، أو حتى الذي ينوون ان يقدموه في قابل الايام، حيث أن وقوف الدولة كطرف داعم لمجمل النشاط الثقافي و الإبداعي و الفني، سيحرك المياه الساكنة، و سيعيد النقاش حول أهمية وجود دور حكومي في رفد الساحة الفنية بما تحتاجه لاستعادة دورها المأمول في تعزيز الوعي الوطني، و روح المواطنة الصالحة التي غيبتها سياسات الطغيان و التسلط الدكتاتوري فيما مضى.

و بالعودة إلى محور حديثنا هذا، فإن التوجه الحكومي لدعم الفنون و الآداب والعلوم الإنسانية ،كما أسلفنا سيبقى قاصراً دون أن يكون متساوقاً مع خطوات عملية من شأنها تنظيم سوق العمل الفني، و خلق الفرص أمام الفنان العراقي، و خصوصاً في ضمان حقوقه الإنسانية و تأمين مستقبله كي يتفرغ لإبداعه و عطائه، فمن غير المنطقي و لا المعقول أن نطلب من الفنان دوراً كبيراً في الحياة العامة، و هو لا يستطيع أن يتكئ على ما يسد به رمقه، و يؤمّن له حياةً كريمة لائقة و مقبولة إن اضطرته السنون إلى أن يغادر حلبة الفنون، و يتفرغ للتأمل و الكتابة و قضاء سنوات عمره الباقية.

و هذا لا يترجَم الا عبر تشريع قانون تقاعد الفنانين اسوةً بقوانين مشابهة، عملت الدولة على إقرارها كقانون تقاعد الصحفيين و المحامين و غيرهم من الشرائح الذين نجحت نقاباتهم في تأمين مستقبل اعضائها بشكل قانوني، لاسيما أن أعداد الفنانين العراقيين ليست بالاعداد الكبيرة كما في تلك الشرائح المذكورة، وأن قانون التقاعد المطلوب من شأنه انصاف شريحة واسعة من الفنانين العراقيين الذين لم تتح لهم الفرصة الكافية للحصول على وظائف حكومية ، و تفرغوا للعمل الفني المحض.

إن توجه رئيس الوزراء محمد شياع السوداني الأخير القاضي بتأمين رواتب تقاعدية لكل العاملين في القطاع الخاص أسوةً بنظرائهم في القطاع الحكومي، يعطي املأ بمضي تشريع قانون تقاعد الفنانين و إقراره من قبل الحكومة، و أن يجد الفنان العراقي نفسه أخيراً امام حكومة مسؤولة و متفهمة لوضعه الخاص، و أن لا يبقى الملف مركوناً في الأدراج، فلم يعد من المقبول أبداً أن يبقى الفنان العراقي أسير العوز و الفاقة في نهاية مشواره و لا يجد رعايةً و لا اهتماماً يناسب حجم ما منحه للناس و للوطن.

علق هنا