العلاق ينجح في تجنيب الأنبار صراعات مؤلمة، و يحول تنافس اقطابها لملحمة ديمقراطية ملهمة

بغداد- العراق اليوم:

في كلمة سابقة، هنا من هذا المنبر، أشدنا بقرار رئيس مجلس الوزراء، القائد العام للقوات المسلحة، محمد شياع السوداني، بأختيار الفريق الركن سعد مزهر العلاق، مشرفاً على انتخابات الأنبار، و كانت هذه الاشادة ليست انحيازاً شخصياً، فنحن لا نعرف الرجل البتة، لكنها اشادة صحافية مهنية، مبنية على معطيات كثيرة و مهمة و واقعية ايضاً، أولها بصراحة، هو مهنية العلاق، و نزاهته، و نظافة يده و ضميره الوطني، و عدالته التي يشهد بها القاصي و الداني، مضافاً اليها الاستقلالية العالية التي يتمتع بها الرجل منذ تابعنا نشاطه العسكري، الذي امتاز بالضبط و الاحتراف، و السمو فوق الميول و الاتجاهات، و هذا ما يراد للضابط الوطني، الذي ينبغي أن يقيس الأمور بمسطرة متساوية، عنوانها اداء الأمانة، و الحفاظ على المصالح الوطنية العليا، دون الخوض في الجزئيات و التفاصيل التي لا تمت للعسكرية المحترفة بصلة.

مضافاً الى هذه الأسباب، هو أن الرجل من بيئة أخرى، و لذا فأنهُ سيكون حكماً ومشرفاً مقبولاً من الجميع، خصوصاً أن الانبار تمتاز بصراع سياسي واضح، و فيها اقطاب كثر، و هي تعيش التجربة الانتخابية بكل قوتها وحضورها في الواقع الشعبي، و الدليل هو نسبة التصويت العالية التي حدثت اليوم، و التي تكاد تكون الأولى على المستوى الوطني، و لذا فأنها كانت بحاجة الى رجل خبير، محنك، يؤمن أجواء التنافس الشريف، و لا يسمح له أن يخرج عن ضوابطه القانونية، و يذهب الى مديات غير محسوبة، و هذا ما حدث، فالرجل بشهادة الشهود، ادار عمله بكل حرفية، و كان حضوره الميداني، و توجيهاته، و أوامره ترجمان حقيقي لرغبة المؤسسة العسكرية في تأمين انتخابات شفافة و نزيهة، على الأقل فيما يتعلق بالجانب الأمني و اللوجستيي، فيما الأمور الفنية الدقيقة تتولها المفوضية العليا المستقلة للأنتخابات في واقع الحال.

لذا فأننا نسجل الآن حضوراً ونجاحاً أخر لهذا القائد الذي عودنا على أن يعود بالنجاح الباهر كلما كلف بمهمة، أو أوفد لواجب، و لذا فأننا لم نمتدح قراراً بلا رؤية، و لم نشد برجل دون تجربة.

علق هنا