ماذا لو كان الحسين في  مكّة أو المدينة ؟؟؟

بغداد- العراق اليوم:

بقلم أياد السماوي 

ماذا لو كان الأمام الحسين عليه السلام قد استشهد هو وأهله وأصحابه في مكّة المكرّمة أو المدينة المنوّرة قبل خروجه إلى العراق ؟؟ وهل للمكان علاقة بأمر إلهي جلل أراده الله سبحانه وتعالى يرتبط باستمرار وهج الثورة الحسينية ؟؟ ولماذا اختار الله سبحانه وتعالى العراق والعراقيين ليكون الحسين عندهم دون أهل الحجاز ؟؟ وهل ما يجري الآن في العراق  في زيارة الأربعين وفي كل عام كان بعلم الله سبحانه ؟؟ ما هو هذا الأمر الإلهي الجلل الذي أراده الله سبحانه حين اختار كربلاء أرضا لجسد الحسين وأهله وأصحابه ؟؟ 

والجواب على هذه الأسئلة جميعا يرتبط بأمرين لا ثالث لهما ، الأمر الأول هو استقامة دين محمد واستمراره ، وهذا واضح في قول الأمام الحسين عليه السلام في العاشر من محرم ( إن كان دين محمد لم يستقم إلا بقتلي فيا سيوف خذيني ) ، بمعنى أنّ الله تعالى قد ربط بين شهادة الأمام الحسين وبين استمرار وديمومة الرسالة المحمدية ، فأصبح الحسين هو الإسلام والإسلام هو الحسين .. أمّا الأمر الثاني هو اختيار المكان ، فحين اختار الله تعالى أرض كربلاء مكانا للأجساد الشريفة الطاهرة ، إنّما أراد أن تكون هذه الأجساد في أرض قوم جعل الكرم جزءً من صيرورتهم و تكوينهم ، فالعراقي كريم بفطرته بفضل وجود الحسين على أرضهم .. وحين امتزجت الفطرة الإلهية بالعشق الحسيني ، نتجت لنا هذه الملحمة الخالدة ملحة زيارة الأربعين ، فما يجري في العراق من كرم وسخاء وخدمات يقدمها أهل العراق لزوار أبي عبد الله من مختلف ارجاء المعمورة ، يفوق حدود التصوّر والعقل ، هكذا أراد الله تعالى للحسين حين أودع جسده الطاهر عند قوم ذابوا في عشقه حد الهيام وتطوعوا جميعا شيبا وشبابا نساء ورجالا كبارا وصغارا لخدمة زائريه .. ولو كان الحسين في أرض الحجاز وعند الحجازيين ، لكان حاله حال أخيه الحسن المجتبى عليه السلام .. فهنيئا للحسين بأهل العراق ، وهنيئا لأهل العراق بالحسين على أرضهم ..

علق هنا