بغداد- العراق اليوم:
لو لا الشعراء الشعبيون، و ما كتبوه، هل كنا سنسمع البنفسج، او "يا حريمة"، او " المگير" أو..أو.. الى آخرها من اجل الأغاني التي سجلت حضورها في الوجدان الشعبي، و رسخت في ذاكرة الناس، لو لا الشاعر الشعبي، هل كنا سنعيش هذه الأجواء الرومانسية الحالمة، و نلتذ بعبق الكلمات و سحرها، و لو لا الشاعر الشعبي من ذا الذي سيلهب مشاعر و غيرة الناس، و هم يذودون عن حياض الوطن، و يدفعون عنه كل غائلة و مكربة؟.
لو لا هذا الكائن اللطيف، و الإنسان الشفيف، كيف ستبدو حياتنا؟، و هل سنطيق العيش في سكون قاتل، و تكرار بائس لجمل محنطة، و جامدة، و منهكة.
الشعراء بالعموم يمنحون لحياتنا بعض المعاني، و الشعبيون منهم، يطرزونها بجواهر الكلم، و درر الحكم، و ايقونات الجمال و الحب.
أي مجتمع لا يمكنه ان يتخلى عن شعرائه، و لا يمكنه ان يدير لهم ظهره، فلمَ نراهم يعيشون الفاقة و الضيق و الحرمان و الإهمال في عراق انشدوا له مخلصين، و افنوا زهرة شبابهم و هم يكتبون له الأغاني و الاناشيد ؟.
مؤسف هذا الحال، خصوصاً في ظل غياب الاهتمام الواضح بالثقافة بشكل عام، و بشريحة الشعراء الشعبيين الذين استبعدوا هذه المرة حتى من المنحة التشجيعية التي تمنحها وزارة الثقافة لفئات المثقفين و الأدباء والكتاب، فلماذا يتم حرمان هذه الشريحة دون سواها؟.
فضلاً عن التهميش الذي بات صفة تتعامل بها الدولة مع الشعراء الشعبيين، وإدارة إتحادهم التي تناضل بل وتقاتل من اجل تسيير أمور مئات الشعراء الذين يعانون اليوم من قسوة العيش أشد المعاناة.. إننا نعتقد أن تجاهل الادب الشعبي والأدباء الشعبيين و هم في الحقيقة عماد و ركن أساس لبنية الثقافة، امر خاطئ و غير جائز إن لم نقل (ظالم) ينبغي أن تعالجه حكومة السوداني التي بدأت بتعديل الكثير من المسارات الخاطئة، و ان تستمع الى الاصوات الحرة التي تريد ان تأخذ استحقاقها فقط، دون مجاملة أو الاضطرار الى إتخاذ خطوات من شأنها ان تقلل من حجم و قيمة المثقف و الأديب العراقي.
و لعل رسالة الشاعر المعروف رياض الركابي، التي لخص بعضها بهذه الأبيات الجميلة المرفقة في الفيديو هي صرخة، و احتجاج هادئ، رومانسي، لطيف، من شاعر لا يحمل الا قلمه و قلبه، بالأول يكتب و يلون الحياة، و بالثاني يحمل الحب و العشق ورسائل الشوق الى الجميع، نتمنى ان تصل الرسالة الى دولة رئيس الوزراء محمد شياع السوداني، و ان يسمعها، و يلبي احتياجات هذه الفئة الإبداعية المهمشة.
*
اضافة التعليق