في حديث لم يشبهه حديث من قبل.. بافل طالباني يكاشف الرأي العام الكردي ويفتح النار على خصمه البارزاني !

بغداد- العراق اليوم:

في حديثٍ جريء و غير مسبوق، فتح الرئيس الحالي للاتحاد الوطني الكردستاني، بافل طالباني، أوراقه على الملأ، و قلب منتدى اربيل السنوي الثاني رأساً على عقب، و لم يترك شاردة وواردة إلاٌ  و مر عليها، دون حواجز، او لغة دبلوماسية معتادة من رؤساء الأحزاب السياسية التقليديين.

بافل نجل الرئيس الراحل جلال طالباني، لم يكن حاضراً في المشهد السياسي حتى رحيل والده، لكن إسمه اليوم اكثر لمعاناً، خصوصاً و أنه يقود حروباً على اكثر من جبهة، فمن صراعه المرير مع شريكه السابق في رئاسة الاتحاد، و ابن عمه لاهور شيخ جنكي، حتى صراعه المفتوح و العلني مع آل بارزاني الذين يتهمهم بافل، بأنهم يستأثرون بالمال والسلاح و السلطة في الإقليم شبه المستقل.

مراقبون وصفوا تصريحات بافل، بأنها ضرب تحت الحزام لغريمه الحزب الديموقراطي الكردستاني الذي يتزعمه مسعود البارزاني، وخصوصاً في تصريحه عن شكل العلاقة مع بغداد، حيث قال بصراحة، انه يطمح أن يكون العراق قوياً، و دون ذلك لن يكون أكراد العراق أقوياء ابدا،  مؤكداً حبه لبغداد أكثر من حبه لاربيل.

بل و أتهم الأخيرة بأنها تظلم السليمانية،  وتسلب منها الأموال  والإعمار، مشيراً إلى أنه يتمتع بعلاقات وثيقة مع بغداد اكثر حتى من والده الراحل جلال طالباني.

حتى ومع محاولة توريطه في ملف تهريب الدولار، فأن بافل طالباني، لم يكن صيداً سهلاً، بل حول الإجابة الى ضربة اخرى لخصومه في البارتي، حين قال ان خط التهريب يبدأ من بغداد مروراً بكركوك 

والسليمانية فأربيل!.

و في محاكاة للعاطفة الشعبوية الكردية، أكد  طالباني، عدم التخلي عن كركوك، مشيراً الى ان كل الاجتماعات في بغداد شهدت الحديث عن كركوك والمادة 140.

وقال بافل طالباني انه "لم تكن هنالك أي جلسة في بغداد بدون التكلم عن كركوك، ولن تننازل عن كركوك وعن رفاقنا في كركوك".

واوضح بافل طالباني: "تكلمنا في بغداد عن إحياء المادة 140 ونحاول في كل الاجتماعات الحديث عن كركوك ونريد ان يدعمونا الاخوان في الديمقراطي الكردستاني بذلك".

رئيس الاتحاد الوطني الكردستاني بافل طالباني، اوضح أن "مام جلال قال ان مسألة كركوك عملية جراحية"، مردفا انه "اذا عملنا سوية ستكون لدينا نتيجة افضل بدلاً من ان يعمل الاتحاد الوطني الكردستاني وحده والحزب الديمقراطي الكردستاني وحده".

بافل طالباني، دعا "كل الاحزاب الكردية الى العمل سوية ولكي نتناقش ونتحاور"، منوها الى ان "وضع شعبنا سيء، لكن هنالك فرصة ذهبية للعمل سوية وحل مشاكلنا ونتقدم بشعبنا، خصوصا وان لدينا الغاز ولدينا قدرات جيدة وناس اذكياء".

وأكد بافل طالباني: "مستعدون للتنازل عن حقوقنا كحال كل مرة، لكن ادعو الاخرين للتقدم خطوة الى الامام، وبالمقابل نحن مستعدون ان نخطو ثلاث خطوات امامكم، وهذا رأي كل القيادات في المكتب السياسي للاتحاد الوطني الكردستاني، لذا نحن مستعدون لتحسين وضع كردستان والعراق".

وبيّن بافل طالباني ان "هنالك انطباعاً بأن الاتحاد الوطني راض على هذا الوضع، ولكنه عكس ذلك، لأن المتضرر شعبنا وليس الاحزاب، لذا يجب ان ننشغل بالاشياء الكبرى والستراتيجية"، معتقداً أن "هذا الوضع الراهن لا يجوز  ان يستمر، فنحن نهتم بالمعاقين والبيشمركة والمعلمين وغيرهم ونحن مدينون لهم".

وشدد بافل طالباني: "مستعدون لأي خطوة لاصلاح الوضع الحالي"، داعياً الى "عدم اختلاق المشاكل بعد كل اجتماع، ولا يمكن فصل المشاكل، لذا يجب حل القضايا الكبرى، ولا يجب استغلال مؤسسات البلاد لكسر طرف اخر، لأن هذا ينقلنا الى مرحلة اخرى غير سليمة".

وأردف بافل طالباني أنه "اذا اردنا خدمة الاقليات فلنأخذ ارائهم وماذا يريدون وكيف يمكن ضمان ممثلين لهم بشكل حقيقي".

علق هنا