تعيين المهندس علي عبد الكريم مديراً عاماً للخطوط والأنابيب خطوة كبيرة في طريق إنقاذ وزارة النفط من مخالب الفساد

بغداد- العراق اليوم:

خطوة مهمة وممتازة نحو إستعادة وزارة النفط لموقعها ومكانتها، بعد ان قام وزير النفط السابق (الهارب) احسان عبد الجبار، بتدمير هذه المؤسسة وتحويلها الى مرتع للصفقات المشبوهة، لكن يبدو ان الوزير الحالي حيان عبد الغني يعمل على لملمة تلك الآثار السيئة، وبناء المؤسسة بشكل قانوني سلس ومنتظم، وكان اخر هذه الخطوات، هي تعيين المهندس علي عبد الكريم، بمنصب مدير عام شركة الخطوط والأنابيب النفطية.

وهذا إجراء إصلاحي واضح، يندرج ضمن خطة مهنية جديدة وعملية لتطوير الوزارة، والارتقاء بشركاتها ومؤسساتها العاملة، وهو قرار جيد يجب ان يدعم ويعضد ويساند كونه يمثل بادرة طيبة لعودة الأمور الى نصابها الصحيح بعد ان ضيعتها المصالح الشخصية والصفقات.

و مع وجود تغييرات أخرى أجريت في المواقع والمناصب العليا في الوزارة خلال هذه الأيام، وبغض النظر عنها، ومع وجود تحفظاتنا على بعضها، الاٌ ان تعيين المهندس علي عبد الكريم قد يكون الخطوة الأولى نحو ترصين الوزارة، واختيار شخصيات نزيهة وقوية وشجاعة، وهذا الرجل أحدهم بالتأكيد، اذ تشير سيرته التي يعرفها الكثير من العاملين في وزارة النفط، الى أنه رجل جاهد ضد الدكتاتورية البعثية، وتعرض للسجن السياسي، كما تصدى بقوة في زمن الوزير السابق وواجه الإنحراف، ووصل الأمر إلى محاولة زجه من قبل الفاسدين في السجن مرةً اخرى، لكن يد العدالة كانت حاضرة وقوية، وكسرت شوكة الفساد و رموزه.

كما ان نزاهة هذا الرجل علامة فارقة في سيرته الوظيفية الطويلة، والتي تأتي انسجاماً مع انضباط شخصي معروف ومشاع عنه، لذلك قادته عصامية ليكون في هذا الموقع المستحق، وهذا مما لا يختلف عليه اثنان أبدا.

 وفوق كل هذا ، وعلاوة على ما تقدم، فأن للرجل سيرة مهنية ممتازة، فقد سبق وان نجح حين أدار شركة توزيع المنتجات النفطية في أصعب ظروفها، ونجح ايضاً في ادارة شركة تعبئة الغاز وبجدارة وكفاءة عاليتين.

وللعلم نذكر أن المهندس علي عبد الكريم، وخلال عمله في شركة تعبئة الغاز في التاجي، قد وقف بقوة خلف مشروع تحوير محركات السيارات لتعمل بالغاز سائل، ونجحت العمل بهذه المادة الاقتصادية ذات التأثير البيئي القليل، والتي تعتبر من الوقود النظيف. كما يحسب للرجل أيضاً استحداث فكرة تجهيز معامل صناعة الطابوق بمادة الغاز السائل والتي لاقت نجاحاً كبيراً وقللت من التلوث البيئي والكلف الاقتصادية العالية، ورفعت الإنتاج بهذه المعامل بشكل كبير.

ومع كل هذا، فأنه يمتاز بكفاءة إدارية عالية، وقدرة على مراقبة كل شاردة وواردة في الشركات التي تولى المسؤولية فيها، فهو لا يسمح بأن يتسرب اي فساد للحلقات العاملة بمعيته، بل ونجح في محاربة اي ظاهرة او حالة من هذا النوع، واستأصل بقوة و بلا تردد العناصر الفاسدة، فكان من الطبيعي ان تحاربه مافيا الفساد، التي كانت تحمي هذه العناصر وتساندها.

لقد كانت له صولات وجولات في محاربة الفساد والتصدي له بحزم كبير، ولم تأخذه في الله لومة لائم، بل شن حرباً لا هوادة فيها ضد أوكار الفساد والتسيب، واذا كان هذا الانموذج القيادي الناجح سيخلص شركة واحدة من هذه الأمراض ، فأن تعزيز بقية الشركات والمؤسسات بأشخاص  مثله، وبهذه المواصفات، من شأنه أن يقضي على الفساد في الشركات والدوائر النفطية..

ونعتقد جازمين ان اختيار هكذا نوع من المدراء، ممن يتمتعون بالنزاهة والقوة سيشجع العمل الوظيفي المخلص، ويقلص الظواهر السلبية ويرعب حماتها الى حد كبير.

وهنا لا بد من كلمة شكر لوزير النفط الشجاع حيان عبد الغني على هذا التعيين الموفق، وقبله يحب ان يوجه الشكر الخالص لرئيس مجلس الوزراء محمد شياع السوداني الذي ساهم في وضع الرجل المناسب في المكان المناسب، ونعتقد ان هذه الخطوة هي خطوة مهمة في طريق مكافحة الفساد، وقد اتخذتها حكومة السوداني عملياً، ويجب ان تدعمها بخطوات مماثلة، للخلاص من المازق الذي حشرت فيه وزارة النفط من قبل بعض الوزراء السابقين ، الذين زرعوا الفساد او حاولوا ذلك، كما هو الحال مع احسان عبد الجبار والوزير الذي سبقه

وهي فرصة كي ندعو  زملاءنا في الإعلام الوطني الشريف ليساند الصالح والجيد في هذه التعيينات ويسند من يقود مقود الوزارة الى الطريق الصحيح بعيدا عن المصالح والمآرب الضيقة وغير النزيهة.

علق هنا