بعد ان حاصرتهم إيران وتركيا بمدافعها.. الأكراد يطالبون بغداد بإرسال قوات عسكرية الى الحدود

بغداد- العراق اليوم:

أكد المستشار في رئاسة إقليم كردستان، دلشاد شهاب، أن قوات حرس الحدود العراقية تتمركز في جميع الحدود العراقية، بما في ذلك حدود إقليم كردستان الذي لم يعترض يوماً على تواجدها، منوّهاً إلى أن إقليم كردستان يرغب من خلال تواجد قوات اتحادية على الحدود في طمأنة دول الجوار بأن أرضايه لا تتخذ منطلقاً لمهاجتمها.  

جاء ذلك خلال في مقابلة صحفية  تحدث فيها عن نتائج زيارتي رئيس إقليم كردستان، نيجيرفان بارزاني، إلى بغداد، ومسألة تواجد قوات عراقية اتحادية على الحدود.

في هذا السياق، أوضح دلشاد شهاب، أن "قوات حرس الحدود تتواجد في جميع الحدود العراقية، بما في ذلك حدود إقليم كردستان، ولم يكن هناك اعتراض يوماً على تواجدها في أي مكان، على العكس، نحن نرغب بقدوم قوات حرس الحدود وأداء واجبهم" بحسب زعمه.

في رده على سؤال حول اسباب زيارتي رئيس إقليم كردستان، نيجيرفان بارزاني، إلى بغداد خلال اسبوع، قال إن "رئيس إقليم كردستان يؤكد دائماً على ضرورة عدم النظر إلى زياراتنا لبغداد بوصفها أمراً نادراً، فالعراق دولة فيدرالية وإقليم كردستان إقليم فيدرالي في إطار هذه الدولة، وهناك عمل ومصالح ومصير مشترك بين الطرفين، لكن ربما تتميز هذه المرة، بأنها جاءت بعد تولي كابينة محمد شياع السوداني لمهام عملها، لاظهار وتأكيد الدعم لمهامها وانجاح عملها، وكذلك لتقديم التهاني، وإجراء حوار جاد حول سبل وآلية تنفيذ المنهاج الوزاري، والحصول على دعم شامل  للبرنامج المقر الذي قدمه السوداني في وقت سابق، واتفقت عليه جميع الأطراف. كذلك لمناقشة المسائل الراهنة، حيث تسبت وضع العراق بشكل عام وإقليم كردستان، خصوصاً على الحدود قلقاً، وهناك تهديدات وقصف يتعرض له إقليم كردستان، ما يثير القلق لدى المواطنين".

حول طبيعة المشاكل بين أربيل وبغداد، أوضح أنها تتعلق بالمادة 140 من الدستور والتسيق الأمني بين البيشمركة والجيش العراقي، النفط والغاز، الموازنة، قانون المحكمة الاتحادية، وتشكيل مجلس تتمكن الأطراف المشكلة للحكومة من التواصل مع بعضها بشكل دائم من خلاله.

دلشاد شهاب شدد على أن هذه الحكومة تختلف عن سابقاتها لأنها تشكلت وفق "برنامج مكتوب وموقع، يتضمن جداول زمنية".

رداً على سؤال بشأن قدرة الحكومة على تنفيذ برنامجها، قال المستشار في رئاسة إقليم كردستان: "علينا أن نعرف ما هي معايير التنفيذ، أولاً، البرنامج تمت صياغته بعد الكثير من الحوارات بين الأطراف السياسية، لكن هذا هو العراق وأحياناً تستجد أحداث لا يتوقعها أحد، بيد أن نقطة قوة هذه الحكومة هي مشاركة جميع الأطراف والمكونات فيها، عدا التيار الصدري، أي أنها المرة الأولى التي تتشكل فيها حكومة بدعم من المكونات كافة".

ونوّه إلى أنه من نقاط قوة الحكومة أيضاً "الوضع الاقتصادي الجيد للعراق، حيث هناك احتياطي نقدي يفوق الـ 90 مليار دولار، وهو رقم يسجل لأول مرة في العراق، كما أن الإيراد الشهري جيد ويبلغ أكثر من 10 مليارات دولار، في حين باتت التهديدات الأمنية أقل، وتحقق المزيد من الاستقرار في البلاد".

دلشاد شهاب أوضح أن المنهاج الوزراي تناول تفاصيل المشاكل بين أربيل وبغداد وحلولها وعلى سبيل المثال، خوّل رئيس الوزراء العراقي ورئيس حكومة إقليم كردستان بالعمل بصورة مشتركة لحين إقرار قانون النفط والغاز.

في رده على سؤال حول سبل معالجة تداعيات قرارات المحكمة الاتحادية، قال إن "قرارات المحكمة الاتحادية لا يمكن حلها من قبل الأطراف الأخرى، والمحكمة أسوة بالمؤسسات الأخرى في البلد، ليست بمعزل عن الانقسام السياسي، لذا عند التوصل إلى اتفاق سياسي شامل يقره البرلمان، لا اقول بأنه سيتجاوز قرارات المحكمة، إنما سيكون له تأثيره".

حول زيارة رئيس إقليم كردستان، نيجيرفان بارزاني لرئيس مجلس القضاء الأعلى فائق زيدان، أوضح: "شعرنا بأن لديه تفهما جيداً للاتفاقات، كما كان له دور في التقريب بين الأطراف السياسية لتشكيل الحكومة، وسيكون داعماً لإيجاد فرصة لحل كل هذه المشاكل، لأن جزءاً من المشكلات التي تعرض أمام المحكمة الاتحادية ناجمة عن ضبابية القوانين، وفيما يتعلق بقضية النفط والغاز، لو كان هناك قانون واضح تدعمه جميع الأطراف ويتضمن حقوقهم، لم يكونوا مضطرين عندها على نلقل هذه السجالات إلى المحكمة الاتحادية باستمرار لتتخذ القرار بشأنها، لذا المحكمة الاتحادية تدعم الحكومة في هذه المرحلة كي تنجح".

بشأن الاختلاف بين الزيارتين الأخيرتين والزيارات السابقة، قال دلشاد شهاب: "شعرت بأن هناك جدية في حل المشاكل، ولم يعد السجال قائماً حول ما إذا كانت هناك لحكومة إقليم كردستان حقوقاً أم لا، بعدما تحول جزء من حقوقنا في السابق إلى أوراق سياسية، قد يكون بعضها مرتبطا بتشكيل الحكومة والتحالفات السياسية، وهذا الوضع تغيير الآن".

وشدد على أن "حضور رئيس إقليم كردستان، بما له من مكانة وثقل، حيث يمثل وفق القانون مصالح شعب كوردستان، وموقفه من عدد من القضايا المهمة، يشكل دعماً لهذه العملية، كما أن شخصية نيجيرفان بارزاني، ودوره في تهدئة التوترات وتمهيد الأرضية للتفاهمات، أسهما في التحضيرات التي تجريها حكومة إقليم كوردستان، وقد أعلن رئيس حكومة إقليم كردستان، في اليوم الأول لزيارتنا إلى بغداد، بأن (رئيس إقليم كردستان في بغداد، وأنا وفريق الحكومة مستعدان بدورنا)، أي أن هناك تهيئة من الطرفين وتفاهماً. لم أشعر خلال جميع اللقاءات بأن هناك خلافات تذكر، تحول دون التوصل إلى اتفاقات".

حول الطريقة التي يمكن لإقليم كردستان وبغداد من خلالها مواجهة الهجمات التي يتعرض لها إقليم كردستان، قال المستشار في رئاسة  إقليم كوردستان إنها"مسؤولية مشتركة، وليس موضوعاً نطلب من بغداد حله، بل علينا أن نعمل معاً بشكل جاد من أجل الحل، لأن هذا الموضوع يتعلق بسيادة العراق، ويثير القلق لدى المواطنين"، منوّها إلى أنه من المقرر أن يزور محمد شياع السوداني إيران هذه الأيام، وقد أبلغه رئيس إقليم كردستان بصراحة بأن "إقليم كردستان مستعد لابداء أشكال التعاون كافة، وقد أكد مرات عدة عدم السماح بأي شكل بتحول أرضه وحدوده مكاناً لأي تحرك مسلح أو مصدراً لتهديد دول الجوار. نحن وبالتعاون مع الحكومة الاتحادية ووفق الدستور، سنتعاون وننسق بشكل كامل مع المؤسسات الاتحادية، ومستعدون لطمأنة جيراننا بالأفعال".

في توضيحه لعبارة "بالافعال" وما يتردد عن تمركز قوات عراقية على الحدود، قال دلشاد شهاب: "هناك قوات، لكنها قد لا تكون بالمستوى المطلوب، ووفق الدستور ، تتمركز قوات حرس الحدود في جميع الحدود العراقية، بما في ذلك إقليم كردستان، وهذا أمر طبيعي، وإقليم كوردستان لم يعترض على تواجدها في أي مكان وبأي وقت، على العكس، نحن نرغب بقدوم قوات حرس الحدود وأدائها لمهامها"، مؤكداً أن إقليم كوردستان سيدعم هذه القوات ويشارك فيها كجزء من منظومة الأمن العراقية. 

وتابع أن إقليم كردستان يرغب بتمركز قوات حرس الحدود، التي تعد قوات اتحادية، على الخط الصفري لحدوده مع دول الجوار، منوّهاً إلى أن إقليم كردستان ليس في خطر ولا في حالة حرب، إنما هناك مشاكل على الحدود، وتمركز القوات الاتحادية فيه، لاداء مهامها "عمل دستوري وطبيعي".

دلشاد شهاب أضاف: "نحن مستعدون ونضمن بأننا لن نسمح بأي شكل بأن تشكل حدودنا تهديداً لدول الجوار ، لكن عندما يتمركز طرف آخر اتحادي هناك، يكون قد نفذ واجبه، كما سيكون شاهداً على حقيقة من شأنها أن تطمئن دول الجوار ، وأرى بأن رغبة دول الجوار في وجود هذه القوات على الحدود تأتي للتأكد من عدم انطلاق هجمات مسلحة من حدود إقليم كوردستان، لأننا نحترم جيراننا، ولدينا مصالح وتاريخ مشترك معهم"، مستطرداً أن إقليم كردستان يتطلع إلى أن "يكون الاحترام متبادل وأن تحترم السيادة العراقية ومكانة إقليم كوردستان بوصفه إقليماً فيدرالياً، ومصدراً للسلام والاستقرار في المنطقة".

علق هنا