متابعة - العراق اليوم:
نقلت وكالة "رويترز"، أن مسؤولين أمنيين يعتقدون أن زعيم عصابات "داعش" ترك معركة الموصل لقادة ميدانيين من أتباعه المخلصين، لافتة إلى أنه يختبئ الآن في الصحراء، حيث يتركز اهتمامه على بقائه على قيد الحياة. ومن المستحيل التأكد من مكان اختباء المجرم البغدادي، الذي نصب نفسه "خليفة" من المسجد الكبير في الموصل بعد اجتياح مقاتليه شمال العراق في 2014. غير أن مصادر مخابرات أمريكية وعراقية، تقول إن غياب أي بيانات رسمية من قيادة عصابات داعش الارهابي، وفقدان سيطرتها على الموصل، يوحي بأنه هجر المدينة. وثبت أن المجرم البغدادي هدف مراوغ، ونادراً ما استخدم وسيلة اتصال يُمكن مراقبتها، وتقول المصادر إنه يتنقل باستمرار، وفي كثير من الأحيان أكثر من مرة في اليوم الواحد. وتضيف المصادر أنه يعتمد على محاولات اقتفاء أثره، و يختبئ في الغالب بين مدنيين من المتعاطفين معه في قرى صحراوية مألوفة، لا بين المقاتلين في ثكناتهم في المناطق الحضرية التي تشهد معارك.
معزول
وكانت عصابات "داعش " تحكم قبل عامين، أكثر من مليوني شخص في المناطق الخاضعة له في شمال سوريا، وعبر مدن وقرى على امتداد واديي نهر دجلة ونهر الفرات، حتى مشارف العاصمة العراقية بغداد. وبدأت القوات العراقية وبمساندة قوات التحالف الدولي عملية قبل خمسة أشهر لاستعادة السيطرة على الموصل، التي يزيد حجمها أربع مرات، على الأقل على أي مدينة أخرى خضعت لسيطرة عصابات "داعش ". وتعد العملية أكبر معركة يشهدها العراق منذ اجتياحه من قبل القوات الأمريكية في 2003، وسارت ببطء لأسباب منها بقاء مئات الألاف من السكان المدنيين معرضين للأذى. واستطاعت القوة العراقية المؤلفة من 100 ألف مقاتل انتزاع السيطرة الكاملة على الشطر الشرقي من الموصل في يناير (كانون الثاني)، بدأ القادة الشهر الماضي عملية عبور نهر دجلة، والسيطرة على الشطر الغربي. وتقدمت القوات العراقية بسرعة، ويقول التحالف الآن إن النصر حتمي، ما سيؤدي إلى القضاء على "خلافة" عصابات داعش في العراق. وتشير مصادر المخابرات إلى انخفاض حاد فيما ينشره التنظيم على وسائل التواصل الاجتماعي، ما يدل على أن المجرم البغدادي، وحاشيته يزدادون عزلة. ولم يصدرالمجرم البغدادي نفسه رسالةً مسجلةً منذ أوائل نوفمبر (تشرين الثاني) بعد أسبوعين من بداية معركة الموصل، عندما دعا أنصاره للقتال وإراقة دمائهم أنهاراً. ومنذ ذلك الحين تتحدث بيانات متفرقة من عصابات "داعش" عن هجمات يشنها مفجرون انتحاريون في مواقع مختلفة بالعراق وسوريا، لكنها لا تعلق أهميةً خاصةً على الموصل، رغم أن المدينة الساحة الرئيسية للقتال.
لاتعليق
ولم يُصدر عن المجرم البغدادي، أو أي من مساعديه المقربين، تعليق على سقوط الشطر الشرقي من المدينة في يناير (كانون الثاني). وتراجع وجود تنظيمه الإرهابي على شبكة تلغرام للتواصل الاجتماعي، بعد أن أصبحت الشبكة منصته الرئيسية لإطلاق البيانات والخطب. ويقدر التحالف أن نشاط عصابات " داعش " على تويتر تقلص بنسبة 45% منذ 2014، مع تجميد حساباته على تويتر، التي يبلغ عددها 360 ألفاً حتى الآن، وإغلاق الحسابات الجديدة في يومين في العادة.
اللعبة انكشفت
فيما يتوقع أن يكون نصراً كبيراً للقوات العراقية ، أصبحت هذه القوات تقترب الآن من المنطقة التي يقع فيها المسجد الكبير على الضفة الغربية لنهر دجلة الذي أعلن خطابه الأول من على منبره . ويقول هشام الهاشمي مؤلف كتاب "عالم داعش" الذي صدر بالانجليزية، وهو من مستشاري الحكومة العراقية، إن أكثر من 6 آلاف مقاتل في عصابات "داعش" الذين تركوا للدفاع عن المدينة، قُتلوا. ويُبدي القادة الأمريكيون تفاؤلهم، ويقولون إن معركة تحرير المدينة أصبحت الآن في مرحلة متقدمة. وقال البريغادير جنرال ماثيو آيلر من سلاح الجو الأمريكي لرويترز في مطار غرب القيارة جنوبي الموصل "انكشفت اللعبة"، وأضاف أن بعض مقاتلي التنظيم من الأجانب، يحاولون مغادرة المدينة. وقال إن من تركوا لمواصلة القتال وأغلبهم من العراقيين يبدون "مقاومةً عنيفةً للغاية" على المستوى التكتيكي، لكنهم لا يشكلون الآن قوةً متكاملةً، إذ دمرت ضربات التحالف الجوية مراكز القيادة والسيطرة، والسيارات الملغومة، ومخابئ الأسلحة. وأضاف "خسروا المعركة، وما تشهدونه الآن عملية تأخير لحسمها".
ضابط بعثي خليفة البغدادي
ولم يُعلن المجرم البغدادي على الملأ خليفته، غير أن مصادر مخابرات عراقية تقول إن المجرم إياد العبيدي الشهير أيضاً باسم فاضل حيفا، ضابط الأمن من عهد صدام حسين، هو النائب الفعلي للبغدادي. ويقول خبراء أمنيون عراقيون إن أكثر من 40 من قيادات عصابات "داعش" قتلوا في ضربات جوية للتحالف، لكن من المرجح أن يستمر البحث حتى بعد السيطرة على الموصل، وقتل المجرم البغدادي ومعاونيه.