نجحت الزيارة أمنياً وتنظيمياً.. فشكراً للقوات الأمنية الشجاعة، وللوزير الذي أشرف على خططها

بغداد- العراق اليوم:



كل المؤشرات كانت تشير الى ان  الزيارة الأربعينية ستكون الاختبار الأخطر في العراق، فالبعض يرى فيها اللحظة الاكثر حسما، فيما يقرأها البعض الاخر على انها لحظة صدام مرتقبة بين الشيعة انفسهم، فيما كانت المؤججات الطائفية تشتغل كالمراجل لاعادة فتيل طائفية سنية - شيعية، ولذا كانت الأمور تجري بحذر شديد، فمن سيكون المنقذ من هذا المآل الخطير؟ 

في الواقع كانت الجهود المبذولة والتي يقف خلفها جنود مجهولون، فعلى مدى اكثر من شهر من التحضير المتواصل، ليلاً ونهاراً،  واصل وزير الداخلية الفريق الركن عثمان الغانمي ومن بمعيته من القادة الأمنيين والرجال الاشداء من منتسبي وزارته، العمل على انجاز اضخم واكبر خطة أمنية عرفها السلك الأمني في العراق على طول تاريخه الحديث، بل ونكاد نجزم ان الرجل نجح بإمكانات محدودة في تغطية اعظم تجمع بشري مليوني مسجل حول العالم في مسيرة بلغ عدد المشاركين فيها اكثر من 21 مليوناً من البشر، سلكوا مختلف الطرق المؤدية إلى محافظة كربلاء المقدسة، خلال ايام معدودات ووافوا المدينة نهار العشرين من صفر، ذكرى أربعينية الحسين عليه السلام.

قاد الغانمي هذا الحراك الأمني بدأب ونشاط كما هو معروف عنه نشاطه مذ كان رئيساً لأركان الجيش العراقي، وقبلها قائداً عسكرياً ميدانيا، فالرجل لم يتوان في ان يكون متواجداً في كل شاردة وواردة، حاضر الذهن، متوقد البصيرة، عارفا بخبايا الأمور، مدركاً لمساعي قوى الشر والظلام والتكفير التي تتربص بالمؤمنين دوائر السوء.

مشهد ضبابي هو الآخر لف اجواء العراق قبل هذا الحدث المليوني الحاشد، فالاجواء ملبدة، وغيوم سوداء كانت في الافق، وقد انقشعت بعد مخاض دام، لهذا كانت الانظار مصوبة نحو كربلاء، فهل ستكون مدينة الحسين مدار تنفيس الاحتقان بين الفرقاء، أم سيتمكن المغرضون لا سمح الله من اشعال ما عجزوا عن اشعاله عند بوابات الخضراء؟، وهل ستؤجج نار الفتنة، فيقتتل الخلق عند اضرحة الحسين واخيه العباس عليهما السلام.

كل هذه الأسئلة وغيرها الاكثر خطورة كانت تدق على ابوابنا، كمراقبين حتى كنا نردد : ساعد الله الرجل الذي سيتحمل هذه المسؤولية الجسيمة.

ما عساه ان يفعل، وكيف ستعامل، ومن اين يبدأ؟، لكن الوزير عثمان الغانمي، الرجل الذي عرفناه مقاتلاً عراقياً شهماً، ما خيب الظن، ولا خاب الرجاء به، فوعدنا مسبقاً، بزيارة مليونية حسينية بيضاء، تليق بذكرى سيد الشهداء عليه السلام، واوفى بوعده، فكانت ثورة حسينية عراقية مليونية جامعة، وبيضاء حقاً، إذ لم تشهد رالحمد لله اي منغصات او مكدرات مع كل السهام الموجهة، إذ نجح الغانمي ومن معه في ان يضيفوا لسجل انتصاراتهم الحاسمة، نصراً حسينياً اخر، فشكراً لهم جميعاً، وجزاهم الله عن جميع الناس خيراً جزيلاً.

علق هنا