بغداد- العراق اليوم: منذ قرابة الشهر أو أكثر ، لا يزال وزير الداخلية الفريق الركن عثمان الغانمي يعمل هو ومن بمعيته على مدار الساعة، مواصلاً الليل بالنهار، في سبيل ان يستكمل حلقات أهم حدث ديني يعيشه العراق سنوياً تشارك فيه أعداد مليونية يصعب عدها لمن يريد تعدادها، ولعل من المتوقع أن يكون هذا الموسم هو الاهم والادق وربما يكون الأخطر لاسمح الله، نظراً لحجم الحساسية السياسية والاقتصادية والاجتماعية حتى، ونظراً لدقة الظروف المحيطة، فالبلاد تعيش احتقاناً سياسياً مستمراً، وللأسف كادت خلال الاسابيع الماضية ان تنزلق الى ما لا يحمد عقباه، لذا فأن تأمين زيارة مليونية بكل ما تعنيه الكلمة من معنى، تبدو مهمة مستحيلة ، خصوصاً ان لا خطوط فاصلة بين تداخل بين السياسي والعقائدي ديني، فالصراع المحتدم بين جبهتين تنتميان الى نفس الساحات المحتقنة، وتتواجدان جنباً إلى جنب مع بعض، ويبدو الفصل بين اشتباك متداخل الحدود عملاً صعبا، لكنه ليس مستحيلاً على رجال خاضوا منازلات كبيرة، واداروا حروباً واسعة، وواجهوا ازمات وفتن واضطرابات ونجحوا بعبورها بأمان. الغانمي القائد الميداني الذي عاش من قبل في منطقة الفرات الاوسط قائداً عسكرياً ميدانياً، وخبر تفاصيل المدن المقدسة، يعود هذه المرة وهو وزيرا للداخلية، وقائداً مطلقاً للعمليات الأمنية في هذا الميدان الواسع، لهو يعي تماماً حجم التحدي الكبير الذي يواجهه، ويعرف الصعوبات والتحديات التي يجب ان تهزم أمامه للوصول الى تحقيق زيارة أربعينية مليونية ناصعة، تليق بالعراق وشعبه، وتنجح في ان تكون مناسبة للصهر الاجتماعي، واظهار قوة الدولة، وابراز امكاناتها الأمنية والعسكرية الفعالة. ان إستمرار الغانمي بالتواجد الميداني بين بغداد وكربلاء المقدسة منذ اسابيع، واشرافه على كل التفاصيل الدقيقة، وعمله على معالجة كل شاردة وواردة، انما تدلك بوضوح على مقدار الالتزام المهني والأخلاقي والوطني وحتى الشرعي لهذا الرجل الذي يريد ان يضيف لسجل الزيارات المليونية، زيارة مليونية اخرى تليق بسيد الشهداء الإمام الحسين عليه السلام، وتنجح في تثبيت الأمن والاستقرار والعيش المشترك بين ابناء البلد الواحد. ان الأوضاع السياسية والأمنية كما اسلفنا اقتضت ان يتواجد لها رجل كفء وشجاع وحازم وصاحب قرار قاطع، فكان ان توفر لها شخصية مثل الفريق الركن عثمان الغانمي الذي سينجزها بمل خير - بأذن الله تعالى، بصحبة مساعديه الذين لا يقلون دراية وخبرة وكفاءة وشجاعة، وسيجتازون بهذه البلاد الى ضفة الامن والهدوء والسكينة والطمأنينة الشاملة، مهما تأمرت الدوائر الخبيثة ومهما سعت الأجندة الخارجية ومهما شاغبت بعض الجماعات والافكار المنحرفة التي لا تريد ان ترى العراق قويا معافى، مستقراً ومزدهرا، لكن يمكرون ويمكر الله والله خير الماكرين.
*
اضافة التعليق