700 مليار دولار دعما حكوميا للوقود الأحفوري.. صدمة جديدة للمناخ

بغداد- العراق اليوم:

في وقت يسعى فيه الجميع للتحول الطاقوي النظيف، تأتي أزمة الطاقة العالمية بما لا تشتهي دول العالم، لتقرر بقاء وجهتها عند الوقود الأحفوري.

وقد أظهرت دراسة أعدتها منظمة التعاون الاقتصادي والتنمية ووكالة الطاقة الدولية أن الاقتصادات الكبرى في العالم زادت دعمها للوقود الأحفوري خلال العام الماضي، في ظل تهديدات استقرار أمن الطاقة وضعف تخطيط الدعم وهو ما يهدد بعرقلة الوصول إلى أهداف مكافحة ظاهرة التغير المناخي.

ونقلت وكالة بلومبرج للأنباء عن الدراسة القول إن الدعم الحكومي في العالم للنفط والغاز الطبيعي والفحم زاد في العام الماضي بمقدار الضعف تقريبا إلى 697 مليار دولار، في حين من المحتمل زيادة الدعم خلال العام الحالي بسبب ارتفاع استهلاك الطاقة وأسعار الوقود.

وقال ماتياس كورمان الأمين العام لمنظمة التعاون الاقتصادي والتنمية في بيان إن "العدوان الروسي على أوكرانيا تسبب في زيادة حادة في أسعار الطاقة وتدمير أمن الطاقة.. الزيادة الكبيرة في دعم الوقود الأحفوري تشجع إلى الإسراف في الاستهلاك، في حين من غير الضروري أن يصل الدعم إلى الفئات الأقل دخلا".

وحثت منظمة التعاون الاقتصادي الحكومات على تبني إجراءات تحمي المستهلكين من الآثار الحادة لتحولات السوق والقوى الجيوسياسية بطريقة تساعد في المضي قدما نحو تحقيق الحياد الكربوني مع حماية أمن الطاقة وضمان توافرها بتكلفة محتملة.

من ناحيته، قال فاتح بيرول المدير التنفيذي لوكالة الطاقة الدولية إن دعم الوقود الأحفوري "يمثل عقبة أمام مستقبل أكثر استدامة، لكن الصعوبة التي تواجه الحكومات في التخلص من الدعم، تزداد في أوقات ارتفاع أسعار الوقود وتقلبها".

وقال بيرول إن الدول الأعضاء في الوكالة قد تطلق المزيد من النفط من الاحتياطيات البترولية الاستراتيجية إذا وجدت أن ذلك ضروريًا عندما ينتهي البرنامج الحالي.

وأضاف، "إذا اعتقدت دولنا الأعضاء أنه نتيجة لعرقلة في الإمدادات فإن هناك حاجة للسحب من المخزونات، فأنا متأكد أنها ستدرس هذا وهو أمر ليس مستبعدا من على الطاولة".

وقبل نحو 41 يومًا، أطلق مدير وكالة الطاقة الدولية فاتح بيرول تحذيرات قوية إلى دول أوروبا من شتاء قاس بسبب نقص إمدادات الغاز الطبيعي، مع تداعيات الحرب الروسية على أوكرانيا. وأضاف في تقرير للوكالة الدولية أنه "في ظل أزمة الطاقة العالمية، فإن الوضع محفوف بالمخاطر بصفة خاصة في أوروبا، التي تقع في بؤرة اضطرابات سوق الطاقة، خصوصاً مع اقتراب فصل الشتاء".

الأزمة الخانقة دفعت وكالة الطاقة الدولية نفسها إلى وضع خطة عاجلة تتضمن 10 نقاط، عقب الحرب الروسية في فبراير/شباط الماضي، وارتكزت خطتها العاجلة على تعظيم إمدادات الغاز من مصادر أخرى، وتعزيز دور مصادر الطاقة المتجددة ومنخفضة الانبعاثات، إلى جانب اتخاذ تدابير كفاءة الطاقة في المنازل والشركات وغيرها من الإجراءات.

علق هنا