بغداد- العراق اليوم: يشهد العراق أزمة خانقة نتيجة فشل القوى السياسية في تشكيل حكومة جديدة منذ انتخابات أكتوبر الماضي. وتصاعدت الأزمة بإعلان التيار الصدري اعتصاما مفتوحا في بغداد حتى تحقيق مطالبه الخاصة بحل البرلمان وإجراء انتخابات مكبرة، وهو ما ردت عليه قوى الإطار التنسيقي بدعوة أنصارها للتظاهر كذلك. وتحاول رئيسة بعثة الأمم المتحدة في العراق، جينين بلاسخارت، إيجاد حل للأزمة في العراق.. فهل تنجح مساعيها.. وإلى أين يتجه العراق؟. مشكلات معقدة بداية، قال الباحث السياسي، الدكتور مجاشع التميمي، إن التيار الصدري ألغى مليونية كبيرة له في وقت سابق لعدم الانزلاق نحو مواجهة مباشرة مع متظاهري الإطار التنسيقي. وأضاف التميمي، أن الأطراف السياسية في العراق لا تريد الذهاب نحو الصدام، وهو أمر إيجابي حتى الآن لعدم سفك الدماء. وأكد التميمي أن الأزمة في العراق بالغة التعقيد، لا سيما وأن التيار الصدري يطالب بحل البرلمان، وحل المفوضية العليا، وتغيير قانون الانتخابات، وجلها قضايا ليست سهلة. من جانبه، قال الكاتب والباحث في الشؤون الأمنية، أثير الشرع، إن الخروج عن عرف المحاصصة في العراق في الوقت الراهن صعب جدًا، مؤكدا أن التيار الصدري خرج عن العملية الديمقراطية. وأضاف الشرع أن شيعة العراق يقولون إن التيار الصدري هو من شق البيت الشيعي بذهابه إلى السنة وإلى الكرد، موضحا أن هناك خلل في البنية الشيعية والعملية السياسية في العراق. كما أشار إلى أن الذهاب نحو سيناريو نظام الأغلبية ليس جديدا، لافتا إلى أن “الإطار التنسيقي” بزعامة نوري المالكي سبق وأن طالب به في العام 2010. وكان التيار الصدري، أعلن رفضه لنتائج الحوار الذي دعا إليه رئيس الوزراء العراقي مصطفى الكاظمي بالقصر الحكومي في بغداد، وقال إن الجلسة زادت من غضب الشعب، وأنها لم تسفر سوى عن بعض النقاط التي لا تهم التيار الصدري. ويترقب الشارع العراقي الخطوات التصعيدية المرتقبة من التيار الصدري، ومآل الصراع مع الإطار التنسيقي، رغم ما يتردد عن وساطات ومساعي حثيثة من أطراف مستقلة من السنة والشيعة والأكراد ومن رئيس الحكومة مصطفى الكاظمي لاحتواء الصراع الشيعي ـ الشيعي، وفي محاولة للوصول إلى توافق حول «حل وسط» للخلافات بين التيار والإٌطار.
*
اضافة التعليق