الاطار يصر على عدم التجديد للكاظمي وتلميحات لقرب تغيير السوداني بمرشح مستقل اخر

بغداد- العراق اليوم:

لم يجد الأطار التنسيقي بداً من مواجهة استحقاقات المرحلة الحالية، سوى بإنحناءة مشروطة أمام عواصف الاحتجاج الصدري الغاضبة، أذ أن قوى الأطار التنسيقي لا تحاول الذهاب بالشوط الى أقصاه، حرصاً منها على ضمان السلم الأهلي، وعدم اتجاه الأمور الى صِدام عنيف، قد لا ينتهي الا بتكسر كلا الطرفين، وتهشم المكون الشيعي برمتهِ.

هذا الحرص الإطاري، أتى هذه المرة عبر ترحيب قوى الأطار التنسيقي باجراء انتخابات نيابية مبكرة، ولكن بشرطها وشروطها، كما تقول مصادرنا الخاصة المقربة من قوى الأطار، حيث قالت لـ ( العراق اليوم)، أن " قوى الأطار ليست متمسكة بالبرلمان الحالي بشدة، لكنها ترفض أستمرار عمل الحكومة الحالية التي يرأسها السيد الكاظمي، اذ تعتبرها طرفاً غير محايد بين الخصمين، وأنها سبق وأن انحازت لصالح التيار الصدري بشكل أو بأخر في استحقاق انتخابات تشرين الأول2021".

وتشير المصادر الى أن" قوى الأطار التنسيقي وأن قبلت بشكل أولي مبادرة الصدر الداعية لحل مجلس النواب الحالي، والتبكير بأجراء انتخابات اخرى، الاٌ أنها وضعت شرطاً ضامناً، وهو أن يمتد المسار الدستوري للعملية بسياقه الطبيعي، أي انتخاب رئيس جمهورية، ثم تشكيل حكومة جديدة يرأسها مرشح جديد، تتبعها الدعوة لحل المجلس النيابي، ومن ثم تنفيذ ما طلبه السيد الصدر".

ولفتت الى أن" هذا المسار يتعارض مع رؤية الصدر التي يريد من خلالها تقليص حجم حضور الأطار التنسيقي الى اقصى مدى، ان لم يكن حرمانهم بشكل نهائي من الاشتراك في المعترك الانتخابي، وهذا الأمر قد لا ينتهي بحلول ترضي طرفي النزاع".

وعن الموقف الرسمي للأطار والقوى المقربة منه، نجد أن قائد كتائب سيد الشهداء في الحشد الشعبي، أبو آلاء الولائي، قد قطع الطريق على التقولات، اذ غرد بمخرجات اجتماع الأطار التنسيقي الذي جرى في منزل رئيس تيار الحكمة عمار الحكيم، مؤكداً أن " قراراً صارماً أتخذ بمنع تمديد أو تجديد ولاية الكاظمي لحكومة أخرى مهما كلف الأمر، وأن هذه القوى حسمت أمرها بشكل نهائي، ولن تتراجع عنه تحت أي ضغوط- وقد تكون الضغوط الإيرانية – جزءاً منها كما يبدو.

الى ذلك قال مصدر مطلع أن بعض قوى الأطار (المحدودة)  لا تزال متمسكة بمرشحها محمد شياع السوداني، لكنٌ المتغير الجديد هو ما طرحه زعيم تحالف الفتح هادي العامري في الاجتماع الذي عقد أمس في بيت السيد عمار الحكيم، حيث قال بوضوح لقادة الاطار ان الصدر يرفض تكليف السوداني للمنصب، وان على قوى الاطار ان تجاريه في هذا المطلب، اذ من الصعوبة بمكان ان يستمر السوداني بمهمته وسط ڤيتو صدري قاطع".

واشارت المصادر الى ان " طرح العامري هذا قد لاقى استحساناً محدوداً لدى بعض اطراف الاطار الفاعلة، التي وجدت ان اتخاذ خطوة للخلف، ومنح الصدر فرصة أيضاً للتراجع هي عين الصواب، لذا بات من المحتمل جداً ان يتم استبدال محمد شياع السوداني بمرشح آخر يكون مقبولاً من الفريقين، يتولى الإعداد لانتخابات مبكرة جديدة في غضون عام واحد فقط ".

واشارت الى ان الاطار التنسيقي قد يرسل اشارات إيجابية بهذا الصدد، اذ ان الأمور قد تتجه للمقايضة، التخلي عن ترشيح السوداني يقابله تخلي الصدر عن الكاظمي، وبذا يكون الإطار التنسيقي قد كسب نقطة ثمينة بإزاحة حكومة الكاظمي من السلطة والتمهيد لانتخابات مبكرة".

هذا وكشف الإطار التنسيقي ايضاً عن مخرجات اجتماعه عبر بيان رسمي ورد لـ ( العراق اليوم)، حيث أكد انه متفاعل مع الحلول ضمن الاطر الدستورية، فضلاً عن أن اجراء انتخابات نيابية مبكرة يحتاج الى اتفاق مع القوى الوطنية، وأيضاً انه ماضٍ في حواراته مع القوى السياسية لتشكيل الحكومة الجديدة.

علق هنا