بغداد- العراق اليوم: كشفت مصادر مطلعة في مدينة كربلاء، عن مساعٍ لشخصيات دينية وسياسية معتدلة لدفع المرجع الديني علي السيستاني إلى التدخل لمنع تفاقم الأزمة بين الأحزاب السياسية الشيعية في البلاد، خاصة بعد تعثر الحل والوساطات السابقة طوال الأشهر الماضية. وقال مصدر مطلع في العتبة الحسينية بمدينة كربلاء، إن التحرك جاء من "شخصيات مستقلة دينية وسياسية وقبلية، تجاه تدخّل المرجعية الدينية في الأزمة ومنع تطورها". وأكد المصدر أن "هناك قرارا مسبقا من المرجع علي السيستاني بعدم التدخل في أزمة تشكيل الحكومة". لكنه استدرك بالقول إن المرجعية "ستتصدى حين تكون الحاجة موجودة فعلاً لذلك، أما الآن فلن يسمع لها أحد كما كان سابقاً"، وفقاً لقوله. عضو في البرلمان العراقي، طلب عدم الكشف عن هويته، قال إن "مراجع دينية أخرى في النجف أغلقت أبوابها أمام زعماء الأحزاب الشيعية أيضاً، وليس السيستاني فقط"، مضيفاً أنه "لا أحد يرغب في مواجهة انتقادات الشارع العراقي الذي يعاني من أداء تلك الأحزاب وما أوصلت إليه البلاد"، معتبراً أن سبب الأزمة الحالية هو "محاولة الالتفاف على نتائج الانتخابات من قبل تحالف الإطار التنسيقي، منذ اليوم الأول لإعلان النتائج عبر التشكيك فيها". لكن عضو تحالف "الإطار التنسيقي"، أحمد العوادي، قال إن تحالفه سيقبل بأي توجيه لمرجعية النجف في هذه الأزمة، مضيفاً: "نأمل من القوى الأخرى الآن الالتزام بالتوصيات السابقة للمرجعية، حين طالبت بعدم زج الشارع في فعاليات قد تهدد السلم الأهلي"، في إشارة للتيار الصدري. ويكشف العوادي عن حقيقة سعي الجهات السياسية للحصول على موقف من المرجعية الدينية بالقول: "نحتاج لموقف وتوجيه من المرجعية، فهي ذات الثقل الأكبر، وهناك شخصيات تحاول أن توصل مطالب القوى السياسية للمرجعية حتى تبدي موقفها، ولم تنجح أي منها إلى غاية الآن. وبحسب علمنا، فإن من يقود هذه الوساطات شخصيات غير مشتركة في العملية السياسية، وإنما حريصة".
*
اضافة التعليق