بغداد- العراق اليوم: يخطط الملياردير الأميركي المعروف، وأحد أثرى أثرياء الكون، بيل غيتس إلى التخلي عن ثروته بالكامل وتوزيعها قبل موته، لكن السؤال الذي يشغل بال الكثيرين هو أين سينفق المليارات المكدسة التي ينام عليها، وما هي خططه للتوزيع، فيما يؤكد الملياردير الأميركي أن “القليل جداً من هذه الثروة سيؤول إلى عائلته”.
وكشف المؤسس المشارك لشركة “مايكروسوفت” وأغنى رجل في العالم أنه قد تبرع الأسبوع الماضي بمبلغ 20 مليار دولار لجمعية خيرية تتبع لعائلته.
وكتب غيتس على “تويتر” أنه ينوي في النهاية “منح كل ثروته تقريباً” لمؤسسة “بيل وميليندا غيتس”، التي شارك في تأسيسها مع زوجته السابقة في عام 2000.
قصص اقتصادية
وكتب غيتس أن التخلي عن ثروته سينقله “إلى أسفل وفي النهاية يخرج من قائمة أغنى أغنياء العالم”، لكنه مع ذلك كان عليه “التزام” بإعادة ثروته إلى المجتمع “بطرق يكون لها أكبر الأثر على تقليل المعاناة وتحسين الحياة”. وأضاف غيتس أيضاً أنه يأمل أن يفعل الآخرون من أقرانه ومن لديهم ثروة مماثلة نفس الشيء.
ويبلغ صافي ثروة غيتس حالياً 101 مليار دولار، وفقاً لمجلة فوربس، ومن المقرر أن تذهب الغالبية العظمى من هذه الأموال لدعم الأسباب الأكثر أهمية بالنسبة له، بما في ذلك الصحة العالمية والتعليم وتخفيف تغير المناخ.
من أين حصل بيل جيتس على ثروته؟
يقول تقرير موسع نشره موقع “فورتيون” واطلعت عليه “العربية.نت” إن بيل غيتس وضع بصمته من خلال المشاركة في تأسيس شركة مايكروسوفت العملاقة للبرمجيات عام 1975 مع صديق الطفولة بول ألين، بعد تركه جامعة هارفارد.
وكانت “مايكروسوفت” نصيراً تقنياً قوياً في العقود التي تلت ذلك. وتشتهر الشركة بمنتجاتها من الأجهزة والبرامج في كل مكان، من وحدة تحكم ألعاب “إكس بوكس” إلى مجموعتها الشهيرة من تطبيقات المكاتب ومتصفح “إنترنت إكسبلورر” الذي تم إيقاف تشغيله الآن.
وأطلقت الشركة طفرة صناعة تكنولوجيا المعلومات قبل وقت طويل من وصول “أبل” و”غوغل” إلى الساحة، وعندما طُرحت شركة “مايكروسوفت” للاكتتاب العام في عام 1986 في طرح عام أولي بقيمة 61 مليون دولار (أكثر من 164 مليون دولار في 2022)، تفاخر غيتس بحصة 49% في الشركة، مما جعله مليونيراً بين عشية وضحاها.
واستمرت نجمة مايكروسوفت في الصعود كشركة عامة، وكذلك ثروة غيتس. ففي عام 1995 ، في سن 39 وبصافي ثروة 12.9 مليار دولار، أصبح غيتس أغنى رجل في العالم، وهو اللقب الذي حمله حتى عام 2010، ثم مرة أخرى من 2013 إلى 2017، عندما تجاوزه مؤسس أمازون والرئيس التنفيذي السابق جيف بيزوس.
واستقال غيتس، الذي شغل منصب الرئيس التنفيذي للشركة منذ تأسيسها، من منصبه في عام 2000، وخصص المزيد من الوقت لمصالحه الخيرية من خلال مؤسسة “بيل وميليندا غيتس”.
أين ستذهب أموال بيل غيتس؟
قال غيتس علناً إن أطفاله الثلاثة سيحصلون فقط على “جزء ضئيل” من ثروته، بينما ستتلقى مؤسسته تلك الغالبية العظمى، بحسب ما ينقل تقرير موقع “فورتيون”.
ومن المرجح أن تتجه ثروة غيتس نحو الأسباب التي قضى بها معظم حياته المهنية الخيرية، بما في ذلك الصحة العالمية، والمبادرات التعليمية، والمساواة بين الجنسين، والتخفيف من تغير المناخ.
ومن المرجح أيضا أن يدعم جزء كبير من ثروته محاولات مؤسسة غيتس لتحديد الأمراض والقضاء عليها في جميع أنحاء العالم، والمساعدة في منع حدوث جائحة قادمة محتملة. وكانت هذه المبادرات من بين أكثر مشاريع المؤسسة نجاحاً، حيث لسنوات ركز غيتس على القضاء على تفشي الأمراض بما في ذلك فيروس نقص المناعة البشرية الإيدز، والسل، والملاريا، وكان له الفضل في الحد من حالات شلل الأطفال بنسبة 99% منذ عام 1988، مما أدى إلى إنقاذ حوالي 18 مليون طفل من الشلل.
ومن المرجح أيضًا أن يكون التخفيف من فقر الأطفال محورًا رئيسياً لثروة غيتس. كما من المقرر أن تتلقى مؤسسة غيتس تبرعاً بقيمة 56 مليار دولار من الرئيس التنفيذي لشركة (Berkshire Hathaway) وارن بافيت بمجرد وفاة المستثمر الشهير، وفقاً لتقرير صدر مؤخرًا عن صحيفة “وول ستريت جورنال”. وبحسب ما ورد قال مسؤولو المؤسسة إن إحدى الطرق المقترحة لاستخدام الأموال تتمثل في منح عدد كبير من الأطفال في جميع أنحاء العالم آلاف الدولارات لكل منهم في بنك تم إنشاؤه حديثاً.
*
اضافة التعليق