الأطار التنسيقي يقف على برميل بارود، فهل سيترك تشكيل الحكومة ويمضي الى خيارات أخرى؟

بغداد- العراق اليوم:



تشبه محنة الأطار التنسيقي، الشخص الذي يجد نفسه يقف على فوهة برميل بارود، لا يعرف خطوات تحريكه لقدمه، التي قد تتسبب بأنفجار مدمر، أو قد تسمح له بمعالجة هذه المشكلة، لذا يرى المراقبون أن " الأطار واقع في مناخات صعبة للغاية، ويحاول ان يوازن بين مهمة المضي بتشكيل الحكومة الجديدة، وبين مهمة استقرار الأجواء السياسية الداخلية، والسماح للحكومة بالتنفس من رئة العمل التنفيذي السريع الذي يعالج مشاكل انحشرت فيها البلاد منذ 2019".

وتؤكد مصادر مقربة من أجواء الأطار التنسيقي، أن الأخير يحاول امتصاص زخم الاعتراض الصدري من جانب، والتخفف من ضغوطات الفاعلين السياسيين الأخرين، كالسنة والأكراد، فضلاً عن ترصين الجبهة الداخلية تبدو أنها قد وقعت تحت ضغط اتجاهين متضادين من قوى الأطار، فبعضها يريد أن يقطع الشوط الى نهايته بعجالة، والبعض الأخر يرى أن التأني والصبر والحكمة مهمة في ظل ظرف دقيق كهذا، وأن خيار التشكيل الحكومي ليس امراً قابلاً للتجريب، خصوصاً مع اتجاه البعض لفرض أٍسم لرئيس الوزراء يكون بمثابة كبير موظفين، لا رئيس كامل الصلاحيات قادر على ان يوازن بين رغبات داعميه من جهة، وأيضاً استحقاقات الدولة من جهة ثانية".

وتشير المصادر الى أن" الأطار أو بعض اطرافه كانت تدفع أن يكون الأسبوع المنصرم هو موعد الدفع بالاستحقاقات الدستورية، وتسمية رئيس الوزراء، الا أن الضغوط الداخلية فضلاً عن مفاجأت التسريبات الصوتية، أجلت هذا الأمر الى الأسبوع المقبل".

ولفتت الى أن" ملف التشكيل دخل بالفعل في طور التأجيل، لكن هذا التأجيل سيكون له ضريبة ايضاً، فقد يؤدي الى تفكك الاطار من الداخل ان استمر كنوع من الهروب الى الأمام".

ورجحت المصادر أن " يشهد الأسبوع المقبل التوافق الأولي على رئيس جديد للوزراء، لكن هذا الأمر سيصطدم بحاجز رئاسة الجمهورية التي لا تزال عالقة في دهاليز التفاوض الكردي الداخلي، مع التصلب الواضح الذي يبديه الحزب الديموقراطي الكردستاني برئاسة مسعود برزاني الذي ضيق مساحات التفاوض مع غريمه الاتحاد الوطني الكردستاني، ووضع الأطار في موقف صعب ايضاً، فلا يمكن للأطار التنسيقي التضحية بحليف بثقل الاتحاد الوطني، لكن تبدو المغامرة بانتخاب برهم صالح بمثابة تحدي للصدر الذي وضع علامة أكس على أسم برهم صالح في تغريدة شهيرة".

هذا الوضع القاتم يبدو أنه المسيطر في بغداد لغاية الآن، لكن أملاً بانفراجة جديدة لا يبدو مستبعداً خصوصاً مع انتظار ما سيقوله الصدر لانصاره المحتشدين الآن في مدينة الثورة، وهو الأمر الذي قد يقود الى رفع وتيرة التشكيل الوزاري، أو التباطؤ والتراجع التكتيكي.

علق هنا