فائق الشيخ يمشي في سكة (أبو علي الشيباني) ويبشر العراقيين بسيناريوهات مرعبة !

بغداد- العراق اليوم:

ثمة شخصيات استلطفت على ما يبدو أن تكون في واجهة الإثارة، واجتذبتها الشهرة حتى وأن كانت "شهيرة"كما يردد البعض، بل وراحت تضاعف من جرعات الوهم والخيال الذي تتعاطاه مع ما تتعاطى من أشياء اخرى، قد يكون " المغشوش" جزءاً منها، والمعنى بقلب الشاعر كما يقال.

بالأمس، اطل علينا السياسي والنائب السابق، فائق الشيخ علي، وهو يبشر بسيناريو مرعب ينتظر العراقيين، ومحاكم عرفية عسكرية ستعدم المئات، وستطوي صفحة العراق الديمقراطي، وتعلن بدء الدولة العاصفة كما أحب ان يقول، وراح الشيخ علي المعروف بصناعة سيناريوهات دراماتيكية، يضيف المزيد من "أفكتات" الأثارة والأكشن على ما تحدث به، مدعياً أنه الوحيد الذي أطلع على سيناريو مرعب سيغير وجه العراق، لكنه عاد ليدفع هذا الأمر الى نهاية 2024، وهنا أصبحنا امام حالة جديدة، فهذا السياسي سليط اللسان، اندفع ليحتل موقع المشعوذ الأمي ابو علي الشيباني الذي يتخذه العراقيون موضعاً للسخرية، والتدليل على المبالغة، والنصب والاحتيال، حيث يطلق عليه العراقيون لقب 56، وهو لقب له من الدلالات العميقة في الفهم الشعبي المحلي.

فائق الشيخ انضم على ما يبدو لكروب الشيباني المبشر بأوهام وخيالات مريضة، ولعل شخصية اخرى تدمن صناعة مثل هذه السيناريوهات لن نذكرها، لكننا نقول أن مثل هذه الأوهام عفا عليها الزمن، وما عاد الشعب العراقي يقبل أن تعاد سنوات الانقلابات، ويرفض ان تمر قطارات الشرق والغرب الى القصر الجمهوري، وأن أي محاولة لقلب نظام حكم قائم على الانتخابات والتبادل السلمي للسلطة، أنما هي استهداف للسلم المحلي، وأن التحريض الاعلامي الذي يمارس هو جريمة قانونية متكاملة، ومس بأمن الدولة القومي، وينبغي على القضاء العراقي متابعة مثل هذا الطرح الذي يدعو للقتل والقتال في الشوارع.

لسنا من الذين يدافعون عن هذه الطبقة السياسية، ولسنا من الراغبين ببقاء الأوضاع على ما هي عليه الآن،  لكننا لسنا من المؤيدين لسياسات الانقلابات المدبرة في الغرف المظلمة، ولسنا من المؤيدين لتدخلات اجنبية تقرر نيابةً عن الشعب العراقي.

نعم، الانتخابات سيئة، ولكنها مع سوئها افضل مليارات المرات من الانقلابات الدموية التي يبشرنا بها الشيخ علي الذي يبدو أن " الخرف السياسي" أخذ منه ما أخذ، فبعد سلسلة من الادعاءات الزائفة التي كان يقول لنا أنه " صانع الليبرالية العراقية، وأبو المعارضة، وحامي حماها"، أصبح يبشرنا الآن بعصر مظلم، عنوانه الدم والانقلابات والتآمر.

مؤسف أن تنتهي الأمور برجل سياسي كان البعض يدفع بأسمه لشغل منصب رئيس الحكومة الى التحول الى مادة تندر اعلامية تتداولها المنصات والفضائيات، لكننا نقول أن " صدمة" خسارة المقعد النيابي قد تكون هي من دفعت بالرجل الى ان يتحول لصانع سيناريوهات رعب تصلح للعرض على المراهقين، على شعب أدمن السياسة، وعرف دهاليزها، وكيف تدار الأمور.

 

علق هنا